الكوميدي نور حجار (يوتيوب)
أخلي سبيل كوميدي لبناني تم توقيفه، أمس الثلاثاء، على خلفية نكتة ألقاها قبل خمس سنوات، وفق ما أعلنت محاميته وذلك بعد أيام قليلة على استجوابه في شأن عرض كوميدي آخر قدمه.
وقالت المحامية ديالا شحادة في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، إن نور حجار وضع "قيد التوقيف" في مركز احتجاز في بيروت قبل أن يطلق سراحه مساء، موضحة أن دار الفتوى السنية كانت قد تقدمت بشكوى ضده.
لكن المحامية شددت على أن الواقعة التي أوقف على خلفيتها "وقعت قبل خمس سنوات، لذا وفق القوانين اللبنانية انقضت مدة التقادم".
وتظهر مقاطع تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي الكوميدي وهو يلقي النكات حول أحداث يفترض أنها جرت في جنازة عائلية، ويمكن سماع تفاعل الجمهور ضحكاً وتصفيقاً.
وشددت المحامية على أن المشاهد مأخوذة من عرض كوميدي قدمه، لكن يبدو أنها أخرجت من سياقها.
تحركات داعمة لحجار
وأوقف حجار على رغم إبدائه استعداده للاعتذار إلى كل من شعر بأنه تعرض لإساءة، وفق المحامية التي أشارت إلى أن الكوميدي تلقى تهديدات بالقتل.
وقالت شحادة، إن حجار يواجه حالياً قضيتين قضائيتين منفصلتين، إحداهما أمام المحكمة العسكرية.
وتجمع عدد من الأشخاص أمام قصر العدل في بيروت احتجاجاً على احتجازه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت مجموعة من المنظمات الحقوقية الدولية بينها "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" قد دانت توقيف حجار ودعت إلى تخلية سبيله فوراً.
وفي بيان على منصة "إكس" حضت المنظمات "السلطات القضائية على توافر أكبر قدر من الحماية القانونية للعروض الكوميدية".
وقالت الباحثة في شؤون لبنان في منظمة العفو سحر مندور، إن حجار "مارس حقه في حرية التعبير".
وتابعت "أولئك الذين تسببوا بالفقر والموت والدمار يجب أن يكونوا مكانه، فيما هو وغيره ممن ينتقدون السلطات يجب أن يكونوا أحراراً في ذلك، خصوصاً في زمن الأزمات".
منذ أواخر عام 2019 يشهد لبنان انهياراً اقتصادياً أغرق غالبية شعبه في الفقر.
في خضم الأزمة
ويعتبر البنك الدولي أن الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان هي إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم في التاريخ الحديث، وتحمل الهيئة السلطات مسؤولية ذلك بإساءتها استخدام ودائع الشعب في العقود الثلاثة الأخيرة.
وجاء توقيف حجار بعدما استجوب، في الأسبوع الماضي، على خلفية نكتة ألقاها حول جنود يعملون لصالح تطبيق شهير لخدمة توصيل الطعام.
وتقلصت قيمة رواتب عناصر قوات الأمن اللبنانية، لا سيما الجيش منذ بدأت الأزمة الاقتصادية، ويمارس بعضهم وظائف إضافية لتلبية الحاجات المعيشية.