يضم الجيش الأوكراني في صفوفه العديد من الجنسيات، حيث تعاقد مع محاربين قدامى ومتقاعدين لرفد صفوفه بالمقاتلين، وحتى يستطيع مجابهة الغزو الروسي.
ويتواجد على خطوط المواجهات مع الجيش الروسي عشرات المقاتلين الكولومبيين، حيث سقط عدد منهم بين قتيل وجريح خلال المعارك.
وقال الجندي الكولومبي تشيتشو، والبالغ من العمر 32 عامًا: "أصبت بشظية بعد قصف لطائرة مسيّرة خلال محاولتي إنقاذ أحد زملائي، اعتقدت أنني سأموت".
واخترقت قطعة من الشظية عظم فكه قبيل وصوله إلى زميله الذي كان على بعد أمتار قليلة منه عبر حقل مفتوح.
وأضاف: "لقد نهضنا وقررنا الهروب من الموقع لإنقاذ حياتنا. لم يكن هناك مكان للاختباء".
وفي المستشفى في منطقة كييف، وجد تشيتشو نفسه مع أكثر من خمسين كولومبيًا آخر، معظمهم مصابون بجروح طفيفة، وهم من بين مئات من المحاربين القدامى الكولومبيين الذين قاموا لأسباب مختلفة برحلة طولها 10 آلاف كيلومتر إلى أوكرانيا لمساعدة قواتها في قتال الروس.
بالنسبة للأوكرانيين الذين يتطلعون إلى تجديد صفوفهم المستنزفة بعد عامين من الحرب، فإن القوات الكولومبية تشكل إضافة مرحب بها.
أعداد كبيرة من المتطوعين الأجانب
في بداية الحرب، وصلت أعداد كبيرة من المتطوعين للمساعدة في الدفاع عن أوكرانيا ولم تخف الحكومة استعدادها للترحيب بهم. وفي أوائل عام 2022، قالت السلطات إن 20 ألف شخص من 52 دولة كانوا في البلاد.
من جهته، أوضح المقاتل الكولومبي شاهوري أنه "في عام 2022، جاءت الموجات الأولى من المتطوعين في الغالب من دول الاتحاد السوفيتي أو الدول الناطقة باللغة الإنجليزية، حيث سهّلت اللغة عليهم الاندماج في الجيش الأوكراني".
وأضاف شاهوري أن الجيش طور في العام الماضي بنية تحتية لضباط التجنيد والمدربين وصغار الموظفين الناطقين بالإسبانية، مما عزز صفوف الجيش الأوكراني بمتطوعين من البلدان الناطقة بالإسبانية.
ونفى شاهوري أن يكون النظام الجديد لتجنيد الجنود من البلدان الناطقة بالإسبانية قد تم وضعه تحت ضغط ناجم عن نقص القوات على الخطوط الأمامية، وبدلاً من ذلك.
كم تبلغ رواتبهم ومخصصاتهم؟
وفقا للتشريع الأوكراني، يحق لأي عضو في القوات المسلحة الأوكرانية، بغض النظر عن جنسيته، الحصول على نفس التعويضات والمزايا.
لذلك يحق للجنود الأجانب الذين ينضمون إلى القوات المسلحة، الحصول على راتب شهري يصل إلى 3300 دولار، اعتمادًا على نوع الخدمة والرتبة. ويحق لهم أيضًا الحصول على ما يصل إلى 28,660 دولارًا، إذا أصيبوا اعتمادًا على خطورة جروحهم، وإذا قُتلوا أثناء القتال، فإن عائلاتهم تستحق تعويضًا قدره 400,000 دولار.
اختفاء عدد من الأجانب
ومع ذلك، عندما يحدث خطأ ما، فإن مجرد الحصول على أي معلومات رسمية عن المقربين منهم يمكن أن يشكل تحديًا لأقارب الرجال الذين اختاروا القتال من أجل أوكرانيا.
وفقد دييغو إسبيتيا الاتصال بابن عمه أوسكار تريانا الذي انضم إلى الجيش الأوكراني في آب/ أغسطس 2023. وبعد ستة أسابيع، توقف الجندي المتقاعد من بوغوتا عن نشر التحديثات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع عدم وجود سفارة أوكرانية في بوغوتا، تواصلت عائلة تريانا مع السفارة الأوكرانية في بيرو والقنصلية الكولومبية في بولندا، وهي آخر دولة مر بها في طريقه إلى أوكرانيا.
ولم يستجب أي منهما لطلب الأسرة المساعدة في معرفة ما حدث له. وقال إسبيتا: "نريد من السلطات في كلا البلدين أن تقدم لنا معلومات حول ما حدث، للرد على رسائل البريد الإلكتروني".
وأكدت الوحدة العسكرية الأوكرانية التي كان يخدم فيها تريانا لوكالة أسوشييتد برس أن تريانا مفقود رسميًا لكنها لم تكشف عن أي تفاصيل تحيط بالظروف التي اختفى فيها.