كوسوفو على شفير التوتر: محاكمة صرب متهمين بتهديد الأمن والاستقرار

منذ 2 أسابيع 27

تدخل كوسوفو مرحلة دقيقة مع انطلاق محاكمة ثلاثة من الصرب متهمين في حادثة مسلحة تثير المخاوف من تجدد النزاع. وتمثل هذه المحاكمة اختبارا للعلاقات غير المستقرة، بين كوسوفو وصربيا، وتبرز التحديات المستمرة في تعزيز سيادة كوسوفو وضمان الأمن الإقليمي.

بدأت محكمة كوسوفو، الأربعاء، محاكمة ثلاثة من الصرب بتهمة التورط في هجوم مسلح وقع في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، حيث أطلقوا النار على عناصر الشرطة الكوسوفية، مما أسفر عن مقتل ضابط شرطة وأدى إلى صدامات دامية.

وخلال هذا الحادث، اقتحم حوالي 30 مسلحًا صربيًا قرية بانجسكا القريبة من الحدود مع صربيا، وتحصنوا في دير أرثوذكسي، مما أدى إلى مواجهة استمرت 12 ساعة، وانتهت بمقتل ثلاثة من المهاجمين. وقد وجه رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، أصابع الاتهما إلى بلغراد بالضلوع في هذا الهجوم، مؤكدًا أن ذلك جزء من خطة أكبر لضم أجزاء من كوسوفو، وطالب المجتمع الدولي بممارسة الضغط على بلغراد لتسليم بقية المسلحين الذين انسحبوا إلى داخل صربيا بعد انتهاء المواجهة .

ومن بين المتهمين: السياسي ورجل الأعمال ميلان رادويشيتش، الذي يتمتع بعلاقات مع الحزب الحاكم في صربيا (حزب التقدم الصربي SNS). وقد أُعلن أن رادويشيتش، الذي يواجه عقوبات أمريكية وبريطانية، بسبب أنشطة مالية مشبوهة، قد تم احتجازه لفترة قصيرة بعد الحادث بتهمة التآمر الجنائي وحيازة أسلحة بطريقة غير قانونية. ورغم إنكاره التهم الموجهة إليه، فقد اعترف بوجود ارتباطات مع المجموعة المتورطة في الهجوم.

وصرح المدعي العام نائم عبازي بأن المتهمين كانوا يحاولون فصل البلديات ذات الغالبية الصربية في شمال كوسوفو وضمها إلى صربيا، ووجه إليهم تهما بتحضير وتنفيذ أعمال إرهابية في إطار خطة منظمة .

المحاكمة، التي تُعقد تحت حراسة مشددة، تشمل تهم الإرهاب وانتهاك النظام الدستوري في كوسوفو. وفي حال إدانة المتهمين فإنهم يمكن أن يواجهون عقوبة بالسجن مدى الحياة.

وقد وجهت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دعوة إلى بلغراد للتعاون في تقديم الجناة إلى العدالة، وذكرت أنه ينبغي على كلا البلدين الالتزام بالاتفاقيات الوقعة في فبراير ومارس من العام الماضي، وتشمل التزام كوسوفو بإنشاء مجتمع البلديات الصربية في المناطق ذات الغالبية الصربية، والاعتراف الفعلي من صربيا بمحافظة كوسوفو السابقة  .

وتستمر الاضطرابات بين صربيا وكوسوفو منذ إعلان كوسوفو استقلالها في عام 2008، مع استمرار النزاعات حول حقوق الأقلية الصربية والاعتراف بها في كوسوفو. وتبقى القضية دون حل وسط تصاعد مستمر في التوترات والاحتكاكات بين المجتمعات المختلفة في المنطقة.