شهدت كوبا، انقطاعاً عاماً للتيار الكهربائي نتيجة انهيار الشبكة الوطنية، في أزمة متكررة تعكس عمق المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها الدولة.
وأوضحت وزارة الطاقة والمناجم الكوبية، اليوم (السبت)، أن العطل الذي وقع قرابة الساعة 8:15 مساءً (00:15 بتوقيت غرينتش) أدى إلى خسارة كبيرة في التوليد غرب البلاد، مما تسبب في انهيار كامل لنظام الكهرباء الوطني.
فيما أكد رئيس الوزراء «مانويل ماريرو كروز» عبر منصة «إكس»، أن الجهود مستمرة بلا كلل لإعادة الكهرباء بأسرع وقت ممكن.
ومع حلول الليل، خيمت العتمة على شوارع العاصمة هافانا، حيث اضطر السكان للاعتماد على أضواء الهواتف والمصابيح في مشهد بات مألوفًا للكثيرين.
ورغم الانقطاع، تمكنت بعض المستشفيات والقطاعات الحيوية من الاستمرار في العمل بفضل دوائر كهربائية مستقلة، بينما بقيت بعض الفنادق والشركات الخاصة مضاءة بفضل مولداتها الخاصة.
يأتي هذا الانقطاع في وقت تواجه فيه كوبا أسوأ أزمة اقتصادية منذ ثلاثة عقود، حيث تعاني البلاد من نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود وسط تضخم متزايد.
وتواجه شبكة الكهرباء الكوبية، التي تعتمد على محطات طاقة حرارية قديمة يعود تشغيل معظمها إلى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، تحديات مستمرة نتيجة الأعطال المتكررة.
هذا الانقطاع هو الرابع من نوعه في خمسة أشهر، حيث شهدت البلاد ثلاثة انقطاعات واسعة النطاق خلال الربع الأخير من عام 2024، استمر اثنان منها لأيام.
وكانت أكبر محطة للطاقة في كوبا، «غيتيراس»، تعطلت في أكتوبر الماضي، ما أدى إلى انقطاع استمر أربعة أيام، قبل أن تواجه عطلاً آخر في ديسمبر 2024.
وتسعى الحكومة الكوبية لتخفيف حدة الأزمة عبر تسريع إنشاء 55 محطة للطاقة الشمسية بتكنولوجيا صينية بحلول نهاية العام 2025، والتي يُتوقع أن توفر نحو 1200 ميجاوات، أي ما يعادل 12% من إجمالي الطاقة الكهربائية الوطنية.