كم مرة يمكنك ارتداء ملابسك من دون غسلها؟ خبراء يجيبون

منذ 1 سنة 347

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يبدو أن عدد المرّات التي يرتدي فيها الشّخص ملابسه من دون غسلها يعتمد بشكل أكبر على التّقاليد، أو طريقة نشأة الشخص أكثر من نصيحة خبير.

وبدأت أليسون ديلبيردانغ، إحدى مستخدمات موقع "تيك توك"، نقاشًا ساخنًا على الإنترنت عندما نشرت مقطع فيديو في 10 يناير/كانون الثاني، قالت فيه إنّها ترتدي ملابس النوم ذاتها عدّة مرّات.

وقالت ديلبردانغ: "عندما كنت أصغر سنًا، كان أهلي دائمًا يطلبون مني ارتداء ملابس النوم.. لعدّة ليالٍ متتالية لأنّها لم تكن متّسخة، وما زلت أفعل ذلك كشخصٍ بالغ"، ثم تساءلت عمّا إذا كان يجب عليها اعتبار تلك الملابس متّسخة كل ليلة.

ووفقًا لما ذكره الخبراء، تعتمد الإجابة على جوانب شخصيّة مثل مستوى التّعرق، ونمط الحياة، ويمكن أن تؤدي العديد من العوامل الأخرى دورًا في الأمر أيضًا.

وتكون معتقداتنا بشأن نظافة الملابس "مجتمعيّة وثقافيّة" إلى حدٍ كبير، بحسب ما أوضحه مساعد طبيب الأمراض الجلديّة في مركز "ميموريال سلون كيترينج" للسرطان في مدينة نيويورك الأمريكية، وزميل في الأكاديميّة الأمريكية للأمراض الجلديّة، الدكتور أنتوني روسي.

وقال روسي: "يميل الأشخاص للإفراط في الاغتسال.. لأنّه خاصّةً في أمريكا، نحن تتمتّع برفاهية القدرة على القيام بكل تلك الأشياء طوال الوقت".

وأشارت كبيرة المحاضرين في علم الأحياء الدقيقة الطبيّة في جامعة "وستمنستر" في لندن، منال محمد، إلى أنّ إعادة ارتداء الملابس ذاتها ولأيّام متتالية "ترتبط بتجنّب الإرهاق الناجم عن اتّخاذ القرارات، وبالتّالي يتطلّب ارتداء الملابس ذاتها قرارات أقل، وتوتر أقل كل صباح".

ومن شأن عدم معرفة الوقت المناسب لغسل ملابسك أن يؤدّي لبعض العواقب، إذ أن قلّة الغسل قد تؤدّي لحدوث مشاكل في الجلد، أو التهابات، بينما يضر الإفراط في الغسل بملابسك.

وإليك بعض المبادئ الإرشاديّة لمساعدتك على اتّخاذ القرار:

القاعدة العامة: ما يجب عليك غسله

وأشار الخبراء إلى وجود بعض قطع الملابس التي يجب غسلها بعد كل استخدام، وهي الملابس الداخليّة، والجوارب، والسّراويل الضّيقة، والملابس الرياضيّة.

وأوضحت محمد أن هذه النصيحة تنطبق أيضًا على أي قطع أخرى مغطّاة بالبقع، أو العرق، أو أوساخ ظاهرة، أو ذات رائحة كريهة.

ولفتت روسي إلى أنّ هذه الأنواع من الملابس "موجودة فوق جزء من جسمنا يتمتّع بالكثير من البكتيريا الطبيعيّة، مضيفة أنّنا "نتعرّق خلال الأنشطة اليوميّة. ويولّد ذلك الرّطوبة، وبيئة يمكن أن تتكاثر فيها البكتيريا".

ويمكن أن يؤدي فرط نمو البكتيريا إلى الالتهابات، والفطريّات، ومشاكل جلديّة أخرى.

وإلى جانب البكتيريا النّاتجة عن العرق، قد تلامس الملابس التي نرتديها في الصّالات الرياضيّة بكتيريا مثل المكوّرات العنقوديّة الذهبيّة (Staphylococcus aureus)، ما يؤدّي إلى حدوث عدوى شائعة في الأوساط المجتمعيّة، والمستشفيات.

وقد تُصبح هذه الالتهابات خطيرة في حال دخلت إلى الأنسجة الداخليّة أو مجرى الدّم.

ومن الضّروري تجنّب ارتداء الجوارب مرّة أخرى من دون غسلها بسبب انتشار "الالتهابات الفطريّة في القدمين وأصابع القدم" وفقًا لما ذكره طبيب الأمراض الجلديّة، الدكتور جيريمي فينتون.

وأوضح فينتون، وهو المدير الطبي لـ"مجموعة شفايجر للطّب الجلدي" في مدينة نيويورك الأمريكية، ومدرّب سريري لطب الجلد في مستشفى "ماونت سيناي" أنه "تتواجد داخل أحذيتنا بيئة مثاليّة لتكاثر الفطريّات، وخصوصًا أن الجو دافئ، ورطب، ومظلم".

ملابس يمكنك أن ترتديها من جديد

وعندما يأتي للأمر لملابس النّوم، والملابس الخارجيّة، وبناطيل الـ"جينز"، وغيرها من الملابس، فإن عدد المرّات التي يمكنك فيها ارتداء هذه الملابس من دون غسلها يعتمد على المبادئ ذاتها الخاصّة بالملابس الداخليّة أو الرياضيّة.

وقال روسي: "فيما يتعلق بالسراويل، والقمصان، أعتقد أن الأمر يعتمد على ما يجعلك مرتاحًا، ومستوى تعرّقك طوال اليوم"، مضيفًا: "يرتدي الكثير من الأشخاص قمصانًا داخليّة. وسيحتاج القميص الدّاخلي إلى الغسل، في حين لن يحتاج القميص العلوي للغسل حقًا".

وإذا كنت تأخذ حمامًا قبل النوم عادةً، وترتدي الملابس الداخليّة، وتتعرّق بشكلٍ قليل عند ارتداء ملابس النّوم، فيمكنك ارتداء هذه الملابس لمدّة أسبوع من دون غسلها.

ولكن ستحتاج إلى غسلها كل مرّة في حال عدم قيامك بهذه الأشياء.

وعادةً، لا تحتاج الملابس الخارجيّة، مثل المعاطف أو السترات، إلى الغسل أكثر من مرّة في الشّهر لأنها لا تلمس بشرتك، ولكن يقترح روسي غسلها كل أسبوعين إذا قمت بارتدائها يوميًا.

ويمكن أن يكون موضوع غسل سروال الـ"جينز" جدليًا، إذ يرغب العديد من الأشخاص بالحفاظ على بنية القماش الذي يكون أكثر متانة مقارنة بغيره عادةً.

ورأى روسي أنّه لا داعي لغسل سراويل الـ"جينز" كثيرًا إذا لم تكن مليئة بالعرق، أو الأوساخ، أو البقع.

وأوصت محمد بغسلها شهريًا، ولكنّها أقرّت بأنّ ذلك يعتمد على أسلوب حياتك، والبيئة التي تُحيط بك.