كليتشدار أوغلو.. هل ينجح خصم إردوغان القديم في رص صفوف المعارضة والفوز بالرئاسة؟

منذ 1 سنة 126

إذا كان زعيم المعارضة العلمانية في تركيا قد نجح في إجبار الرئيس رجب طيب إردوغان على خوض دورة ثانية، فإن فرصه في الفوز في 28 أيار/مايو تبدو أصعب.

بعد عشرين عاماً من تولي إردوغان السلطة، تراهن المعارضة التركية على سأم الأتراك، وخصوصاً الشباب ومن بينهم حوالى خمسة ملايين يصوتون للمرة الأولى. كما تراهن على الوضع الاقتصادي الصعب وتدهور قيمة الليرة الذي أدى الى ارتفاع التضخم في الخريف الى نسبة تقارب 85%.

لكن الرئيس الإسلامي المحافظ، وخلافاً لتوقعات كل استطلاعات الرأي، نال الأحد 49,5% من الأصوات مقابل 44,89% لكيليتشدار أوغلو. وإذا كان زعيم المعارضة العلمانية قد نجح في إجبار منافسه على خوض دورة ثانية لأول مرة على الإطلاق، إلا أن فرصه في الفوز في 28 أيار/مايو تبدو بعيدة المنال. 

 بعد هذه النتائج المخية للآمال، استأنفت المعارضة حملاتها، محاولة حشد أصوات الشباب لإزاحة الرئيس المنتهية ولايته. وكتب كمال كيليتشدار أوغلوعلى تويتر، متوجهاً الى أولئك الشباب الذين لا يستطيعون حتى "تحمل ثمن قهوة" وقال: "لقد سُرقت منكم متعة الحياة بينما يفترض أن يكون الشباب بعيدين عن الهموم. أمامنا 12 يوماً، يجب أن نخرج من النفق (والظلام)".

وأضاف المرشح عن حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي- ديمقراطي علماني) البالغ من العمر 74 عاماً والذي يراس تحالفاً يضم محافظين وقوميين وليبراليين من اليمين-الوسط واليسار: "الشباب لا يأتي إلا مرة واحدة".

تحدّي حشد الناخبين مجدداً

في الواقع، بدأت الحملة ضمنياً حتى قبل إعلان النتائج الرسمية للدورة الأولى التي حشدت حوالى 89% من الناخبين. ليل الأحد وفيما كان يجري فرز الأصوات، ظهر إردوغان رافعاً ذراعيه أمام حشد متحمس من على شرفة مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة، بينما بقي محيط مقر حزب الشعب الجمهوري مُقفراً.

وحذر كمال كيليتشدار أوغلو الثلاثاء من أن على حزبه أن "يحارب بشكل أقوى للتخلص من سلطة بمثل هذه الوحشية" في حين يندد معسكره بمحاولة إسكات كل صوت معارض وبالقيود المفروضة على الإعلام.

وقال بيرك إيسن، الباحث في العلوم السياسية في جامعة سابانجي في اسطنبول إن "كمال كيليتشدار أوغلو ليس اسماً جديداً بالنسبة للشباب، فهو يبلغ من العمر 74 عاماً، ولم ينجح فعلياً في تحريك الناخبين الشباب". وأضاف أن "المعارضة مفككة بالكامل، سيكون من الصعب عليها تجميع صفوفها مجددا للفوز" في الدورة الثانية في 28 أيار/مايو متوقعا "نسبة مشاركة أقل" عما كانت عليه الأحد.

وتبقى القدرة على إعادة حشد ناخبي المعارضة التحدّي الأكبر في الدورة الثانية، لا سيما في مناطق جنوب البلاد المنكوبة من جراء زلزال 6 شباط/فبراير الذي أوقع أكثر من 50 ألف قتيل.

ويبدو أن تحالف المعارضة  الذي يضم ستة أحزاب، يحتاج اليوم إلى بذل جهود انتخابية تبدو مستحيلة للإطاحة بإردوغان، الذي لا يحتاج سوى إلى القليل من الأصوات الإضافية لتمديد حكمه المستمر منذ 2003 حتى عام 2028، وكان ينقصه أقل من نصف نقطة للفوز من الدورة الأولى، أي حوالى نصف مليون صوت من أصل 64 مليون ناخب.

وقال إبراهيم كالن الناطق باسم الرئاسة التركية والمستشار المقرب لإردوغان الثلاثاء: "الدورة الثانية ستكون أكثر سهولة بالنسبة إلينا. هناك فارق خمس نقاط (بين المرشحين)، حوالى مليونين ونصف مليون صوت. يبدو أن ليس لديهم أي إمكانية لسد هذه الفجوة".

تصويت الأكراد: سيف ذو حدّين

من المحتمل أن يصوّت الأكراد، وهم أقلية عرقية تمثل حوالي 10 في المئة من الناخبين، بقوة لصالح كيليتشدار أوغلو في الدورة الثانية. وكان حزب الشعوب الديموقراطي المناصر لقضايا الأكراد، قد أعلن في نهاية نيسان/أبريل تأييده لزعيم المعارضة، وهو نفسه كردي علوي ويمثل واحدة من أكثر المجتمعات تعرضًا للاضطهاد في تركيا.

لكن يُعتقد أن نسبة المشاركة الأحد في المحافظات ذات الأغلبية الكردية كانت تحوم حول 80 بالمئة، وهو أقل بكثير من المعدل الوطني البالغ 89 بالمئة تقريباً.

ويمثّل الحصول على دعم كردي أكبر سيفاً ذا حدين، قد يجعل محاولة كيليتشدار أوغلو للوصول إلى السلطة شبه مستحيلة. فقد اعتمد إردوغان في خطاباته الهجومية، ربط المعارضة بحزب العمال الكردستاني المسلح المحظور، الذي شن تمرداً مسلحاً ضد الدولة التركية لعقود، وهو خطاب نجح في تأطير القوميين والمحافظين.

 ويُرجح كورساد إرطغرل، من جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة، أن تواصل حملة إردوغان التركيز على القضايا الأمنية، وهي صيغة رابحة بين الطبقة العاملة "القومية المحافظة" في تركيا على الرغم من التأثير الحاد للأزمة الاقتصادية.

وأضاف أن فكرة بناء "تركيا العظيمة" من خلال مشاريع البنية التحتية والاستفادة من "الحساسيات الأخلاقية لدى الأغلبية المحافظة" كانت أيضأً في صميم رسائل الرئيس التركي.