كاهن كيني يأمر اتباعه بالصيام حتى الموت "للقاء يسوع" ورئيس البلاد يتوعد

منذ 1 سنة 111

تعهد الرئيس الكيني وليام روتو الإثنين بقمع "الحركات الدينية غير المقبولة" بعد أن عثرت الشرطة على 73 جثة في إطار تحقيق حول مصرع أتباع جماعة دينية دعا زعيمها إلى الصوم "للقاء يسوع".

ولا تزال عمليات البحث قائمة في غابة بالقرب من مدينة ماليندي الساحلية حيث تم نبش عشرات الجثث في نهاية الأسبوع، بينما تتخوف السلطات من احتمال العثور على المزيد.

وتم إطلاق تحقيق شامل في شأن جماعة "غود نيوز إنترناشيونال تشورتش" برئاسة بول ماكينزي نثينغي، والذي قال إن الموت جوعا يرسل "الأتباع" إلى الله.

وكانت الشرطة قد أكدت أن المشتبه به يدعى ماكينزي نثينغي. ويعتقد بأن الكثير من أتباع الجماعة لا يزالون يختبئون في غابة شاكاهولا، والتي قامت الشرطة بتفتيشها في وقت سابق هذا الشهر بعد تلقي بلاغ من منظمة غير ربحية.

ومنذ ذلك الحين، تم إنقاذ العديد من الأشخاص ونبش عشرات الجثث من مقبرة جماعية. وأكد قائد الشرطة جافيت كومي الذي زار الموقع الإثنين "تم تأكيد وفاة 58 شخصا وهذه الجثث التي تم سحبها ستنقل إلى المستشفى".

وتم إعلان منطقة غابات تمتد على مساحة 325 هكتارا كموقع للجريمة، بينما تبحث الفرق عن ناجين من الجماعة الدينية أو مواقع دفن إضافية. 

من جانبه، أكد الرئيس الكيني في مقاطعة كيامبو المجاورة لنيروبي أنه "لا يوجد أي اختلاف بين قساوسة مارقين مثل نثينغي الذي تم اعتقاله وبانتظار محاكمته، والإرهابيين".

وبحسب روتو "يستغل الإرهابيون الدين لإرتكاب أعمالهم الشنيعة. وأشخاص مثل نثينغي يستغلون الدين للقيام بالأمر ذاته". وأضاف "أمرت الجهات المسؤولة بتولي الأمر للوصول إلى السبب الجذري وفهم أنشطة (..) الأشخاص الذين يرغبون باستغلال الدين لتعزيز ايديولوجية غريبة وغير مقبولة".

بينما تسعى السلطات لمعرفة اسباب ما أطلق عليه اسم "مجزرة غابة شاكاهولا"، ظهرت تساؤلات حول كيفية تمكن هذه الطائفة من العمل بدون أن يتم اكتشافها على الرغم من أن نثينغي جذب اهتمام الشرطة قبل ست سنوات.

وقال أماسون جيفاه كينجي، رئيس مجلس الشيوخ في كينيا في بيان إن "وفيات طائفة شاكاهولا يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار للأمة، وعلى الأخص جهاز المخابرات الوطني وبرنامج الشرطة المجتمعية". وأضاف "كيف أفلتت مثل هذه الجريمة الشنيعة والمنظمة والتي تم تنفيذها على مدار فترة زمنية طويلة من رادار نظامنا الاستخباراتي".

واعتقل نثينغي في 2017 بتهمة "التطرف" بعد أن حث العائلات على عدم إرسال الاطفال إلى المدارس مشيرا الى أن الكتاب المقدس لا يعترف بالتعليم.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أنّه تمّ إلقاء القبض على ماكينزي نثينغي ووُجّهت إليه اتهامات الشهر الماضي، بعدما قضى طفلان جوعاً تحت رعاية والديهما. ثمّ أُطلق سراحه بكفالة قدرها 100 ألف شلن كيني(حوالى 670 يورو).

و تمّ إلقاء القبض على 14 من أتباع الطائفة أيضاً على صلة بالوفيات، بحسب كومي. ومن المقرّر أن تُحال القضية على المحكمة في الثاني من أيار/مايو.

وهناك مخاوف من اختباء العديد من أعضاء هذه الطائفة في الغابة وهم يواجهون خطر الموت في حال عدم العثور عليهم بسرعة. وتم إنقاذ العديد من الأشخاص ونقلهم لتلقي العلاج في مستشفى في ماليندي التي تقع على ساحل المحيط الهندي.

وبحسب حسين خالد، من مجموعة "حقي افريقيا" الحقوقية التي أبلغت السلطات عن ممارسات هذه الطائفة، فإن واحدة من الذين تم انقاذهم رفضت الحصول على الطعام على الرغم من إصابتها بوهن.

وقال لفرانس برس إنه "في اللحظة التي تم احضارها إلى هنا، رفضت تماما الحصول على الرعاية الأولية وأغلقت فمها بحزم رافضة أي مساعدة. ورغبت بمواصلة الصوم حتى تموت".

وأعلن الصليب الأحمر الكيني أن فرقه في ماليندي أبلغت عن 112 مفقودا.

وحظيت القضية باهتمام كبير في كينيا، ما دفع الحكومة إلى التصريح بضرورة تشديد الرقابة على جماعات مماثلة في كينيا وحركات انخرطت في الجريمة.

وأكد وزير الداخلية كيثور كينديكي الذي أعلن اعتزامه زيارة الموقع الثلاثاء، أن هذه القضية تشكل "اوضح انتهاك لحق حرية العبادة المنصوص عليه في الدستور".

ولكن تعرضت كل المحاولات لتنظيم شؤون الدين في البلد ذي الغالبية المسيحية لمعارضة شرسة في السابق، بذريعة انها محاولات لنسف الضمانات الدستورية التي تفصل بين الكنيسة والدولة.