كانت "جيسي نيلسون" محقة في تركها فرقة "ليتل ميكس"

منذ 1 سنة 175

في المدرسة الابتدائية، سيتذكر كثير منا الألم العميق لسماع مقولة "لم نعد أصدقاء" من قبل أفضل صديق لك في اليوم السابق فقط. أو مشاهدة رفيقك خارجاً يداً بيد مع صديق آخر اختير بدلاً منك. بعيداً من تقلبات سياسات ملاعب الأطفال، يظل انتهاء الصداقة ألماً قاتلاً للغاية.

إذاً تحلى ببعض التعاطف مع فرقة الفتيات السابقة "ليتل ميكس" التي لا يزال انفصال عضوتها السابقة جيسي نيلسون حديث الصحف الشعبية.

عندما كانت الفرقة تنشد نشيد الانفصال في عام 2016 "أصرخ على حبيبي السابق" Shout Out To My Ex، أراهن أنهن لم يتوقعن أن يكون بهذه الدقة في تطلعه المستقبل بشأن تمزق صداقاتهن. تركت نيلسون الفرقة في عام 2020، مستشهدة بمعاناة مع الصحة العقلية وصورة الجسد الناجمة عن التصيد المستمر حول مظهرها والمقارنات غير المشجعة مع بقية المجموعة. وتحملت نيلسون بعض الضغط - ما يكفي، في الواقع، لخلق وثائقي على "بي بي سي" مدته ساعة تحت عنوان "الغريب خارجاً" Odd One Out في عام 2019.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد. يبدو أن مسيرتها المهنية المنفردة انتهت قبل أن تبدأ. طغت مزاعم "بلاك فيشنغ" blackfishing [التشبه بذوي البشرة السوداء بما في ذلك الشعر المضفر، وتدكين البشرة بالمكياج، وملء الشفاه وغيرها] على أغنيتها المنفردة الأولى "بويز" (فتيان) Boyz، وأثار مقطع فيديو ترويجي يضم نيلسون ونيكي ميناج عداء حاداً مع زميلتها السابقة لي آن بينوك، بعد أن بدت نيلسون ضاحكة عند قيام ميناج بوصف بينوك بـ"المهرجة". لقد كانت نهاية حزينة ومخزية لمجموعة كان يبدو دائماً أنها تظهر عاطفة حقيقية بين أعضائها.

الآن، أصدرت نيلسون أغنية منفردة جديدة وصوتها وجمالها بعيد كل البعد من كارثة "بويز" التي شهدت انفصالها عن شركة التسجيل الموسيقية "بوليدور" Polydor. مهما حاولت نيلسون إعادة اختراع نفسها، ستذكر دائماً بكونها تلك التي اختلفت مع "ليتل ميكس". كشفت عن أنها لم تتحدث مع زملائها السابقين في الفرقة لمدة عامين. إنها متمسكة بقرارها بمغادرة الفرقة - كان عليها حماية صحتها وعافيتها، بعد كل شيء - لكن انفصال نيلسون العلني عن أصدقائها بمثابة قصة تحذيرية لبقيتنا.

النساء، على وجه الخصوص، يلقمن أفكاراً متضاربة عن الصداقة. نتعلم أن أعز الصديقات موجودات إلى الأبد، ولكن في الوقت نفسه، نتعلم أن النساء في منافسة دائمة مع بعضهن بعضاً وأن الغيرة بين النساء منتشرة. هذه الخرافات حول صداقات النساء منهكة ويمكن أن تمنع النساء من تكوين روابط ومجتمعات من شأنها أن تحدث تغييراً اجتماعياً حقيقياً. هناك قوة، وليس ألم، في مجموعات من النساء معاً، لذلك من العار أن نشهد مثل هذه الاستجابة المبهجة والمثيرة لتفكك صداقات النساء.

ويمكن أن يكون انتهاء الصداقة مدمراً - أكثر من العلاقات الرومانسية، في تجربتي. أعني، الانفصال العاطفي أمر طبيعي. نحن نتوقعه. لقد تعلمنا الاستعداد له. نحن لا نعلم أطفالنا أنهم سيحافظون على علاقة مدى الحياة مع أول شخص يغازلونه في ديسكو المدرسة. ومع ذلك، نحن لا نفعل الشيء نفسه بالنسبة إلى الصداقات.

بدلاً من ذلك، تعلمنا الأفلام والأدب والثقافة الشعبية عن المكانة المقدسة لـ"أعز الأصدقاء". هؤلاء هم الأشخاص المخلصون الذين سيرافقونا خلال الحياة، ويلتزمون جانبنا بغض النظر عما ستحمله لنا الحياة. إنها فكرة جميلة ولكن هل هي واقعية دائماً؟

أليس من المعقول إنهاء الصداقات التي - كانت أو أصبحت - ضارة؟ لا يجب أن يكون خطأ أحد. لا يجب أن تكون قاسية. لكن في بعض الأحيان يكون من الأفضل للجميع أن يقولوا وداعاً. في حال نيلسون وزميلاتها في فرقة "ليتل ميكس"، يظهر ذلك مدى استمتاعنا بانتهاء صداقات النساء، ولكن أيضاً أن فكرة الانفصال "الصحي" في الصداقة غريبة جداً علينا لدرجة أنه يتعين علينا تشويه سمعة أحد الاطراف.

في النهاية، وجدت نيلسون أن الوجود في فرقة فتيات ومقارنتها بشكل سلبي بالأعضاء الأخريات أثبت أنه مضر لها - وغادرت. مثل كثيرات منا عندما نغير وظائفنا، انقطع اتصال نيلسون بأصدقائها وزميلاتها السابقات. هذا لا يعني أنهن يكرهن بعضهن بعضاً أو لن يتحدثن مرة أخرى، فهذا يعني فقط أن الصداقات ديناميكية وليست ثابتة ومستقرة - إنها تتحول وتتغير بمرور الوقت.

ربما يجب أن نتقبل ونتعرف على آداب انتهاء الصداقة: المضي قدماً من دون نزاع؟

بالنسبة إلى الفرقة التي غنت كثيراً من الأناشيد النسوية وعززت التضامن النسائي - التي ناشدت الفتيات الصغيرات بشكل أساسي – من المحزن أن ترى تشريح صداقتهن بمثل هذه البهجة الواضحة.

ومع ذلك، إنها فرصة للتحدث مع الفتيات حول أهمية الصداقات - والسماح لهن بإنهائها بلطف وباحترام إذا ثبت أن ذلك ضروري.