تم اختيار كاميلا الملكة القرينة على أنها المرأة الأكثر تأثيراً عام 2023، من بين قائمة سيدات وضعتها صحيفة "اندبندنت" تزامناً مع "اليوم العالمي للمرأة".
كاميلا التي ستجلس إلى جانب الملك تشارلز يوم تتويجه في السادس من مايو (أيار) المقبل، قطعت شوطاً طويلاً بين كونها إحدى النساء الأكثر إثارة للجدل في المملكة المتحدة إلى مكانتها في صلب القوة الناعمة.
وتستضيف كاميلا يوم الأربعاء حفل استقبال لـ"نساء العالم" في قصر باكينغهام الملكي، حيث من المتوقع أن تقول ما تلقي كلمة فيها ما يلي: "بالنسبة إلي، هن لا يمثلن أنفسهن وجهودهن فحسب، بل يمثلن أيضاً ملايين النساء اللاتي يصنعن فارقاً في الحياة كل يوم، لأنه"، وهنا أقتبس، ’وراء كل امرأة عظيمة... امرأة عظيمة أخرى‘".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتسلط "قائمة النساء المؤثرات التأثير لعام 2023" التي أعدتها "اندبندنت"، الضوء على 50 امرأة تفوقن في مجالاتهن، سواء في السياسة، أو الثقافة، أو الرياضة، أو القانون، أو الأعمال، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو الصحة، أو البيئة.
من بين النساء اللاتي وردت أسماؤهن في المراتب العشر الأولى:
جيل سكوت، وهي شخصية رائدة في منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات اللاتي يلقبن بـ "لبؤات إنجلترا المنتصرات"، وقد سحرت البلاد عبر مشاركتها في مسلسل الواقع "أنا من المشاهير"، وهي الآن تتجاوز المحرمات في عالم التدريب، إذ إنها أول امرأة تقود فريق الرجال لفئة الشباب في نادي "مانشستر سيتي".
ريتشيل ريفز، وزيرة الخزانة في حكومة الظل "العمالية"، التي يزداد تأثيرها "الزلزالي" مع تقدم حزب "العمال" على حزب "المحافظين" في الفترة التي تسبق الانتخابات العامة المقبلة في المملكة المتحدة.
بوبي تشيما غروب، وهي قاضية بارزة في "المحكمة العليا" البريطانية منذ 15 سنة، وقد برز اسمها أخيراً عندما حكمت على ديفيد كاريك العنصر في شرطة العاصمة البريطانية بالسجن 32 عاماً، بعد إدانته بارتكاب سلسلة اعتداءات بالاغتصاب.
ومن بين النساء اللاتي أدرجت أسماؤهن في القائمة أكشاتا مورتي، زوجة رئيس الوزراء ريشي سوناك، التي كشفت عن أن مهنة والدتها ألهمتها لتشجيع مزيد من النساء على الانخراط في مجال العلوم.
مورتي كتبت في أول مقالة لها على الإطلاق لصحيفة "اندبندنت": "أتطلع في هذا ’اليوم العالمي للمرأة‘، إلى ابنتي الصغيرتين، ويحدوني آمل في أن تستلهما أيضاً من جدتهن طريقة التفكير في آفاق جديدة، في محاولة لإعادة تصور عالم مبني على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ومتابعة شغفهما".
من الأسماء الأخرى الواردة في القائمة، بعض الوجوه المثيرة للجدل، لكنها كانت مؤثرة بشكل لا يمكن إنكاره، إذ إن اختيار النساء كان على أساس تأثيرهن في مجال نفوذهن.
وقد تصدرت القائمة الملكة الزوجة وهي تبلغ من العمر 75 سنة، مما يؤكد وجوب عدم شطب النساء من المعادلة بعد سن معينة، خصوصاً أن سنواتها الأكثر انهماكاً لم تبدأ بعد.
وقد عانت كاميلا من هجمات شخصية استمرت لمدة طويلة بسبب علاقتها بالملك. وفي وقت سابق من هذه السنة، أعاد الأمير هاري استخدام العبارة المجازية "زوجة الأب الشريرة" في كتاب سيرته الذاتية اللاذع "سبير"، فيما التزمت من جانبها الصمت على نحو وقور.
واكتسبت شعبية متنامية في الأعوام الأخيرة، مع زيادة أنشطتها وواجباتها الملكية، ولجهة دورها في توجيه تركيز تشارلز إلى مسائل معينة كتبسيط وتحديث هيكلية النظام الملكي، وطرق الاستجابة للتهجمات الشخصية القاسية من جانب هاري وزوجته ميغان.
في الشهر الماضي، تدخلت كاميلا لمواجهة الخلافات في شأن التغييرات المقترحة على كتب رولد دال عندما ألقت كلمة دافعت فيها عن حرية التعبير واستقلالية المؤلفين. وقد تم في غضون 24 ساعة، التراجع عن قرار تعديل التعابير التي استخدمها المؤلف، وتم عرض الإصدارات الأصلية من روايات الأطفال الأكثر مبيعاً، إلى جانب الإصدارات الجديدة.
وتتضمن قائمة "اندبندنت" للنساء الأكثر تأثيراً أسماء أخرى بارزة منها الفنانة تريسي أمين التي ابتكرت من أجل "اليوم العالمي للمرأة"، لوحة فنية أصلية استخدمت فيها الأكريليك للرسم على القماش بعنوان: "الزواج من نفسي".
وإحياء لهذه المناسبة كتبت الرسامة تقول إنها قررت الحديث عن مرض سرطان المثانة الذي أصابها، واصفة إياه بحزن الألم الذي عانته والمصاعب التي تعيشها بسبب كيس الفغر اللفائفي، وكيف أن المرض استنفد قوتها، لكنه لم يحد من إبداعها.
ومما كتبته الفنانة: "أحدق في المرآة، فأرى ضوءاً قوياً ينساب من الأعلى ويبرز كل التجاعيد والعيوب في جسمي الشائخ. الكيس الذي أحمله يبدو عملاقاً اليوم. إنني أكرهه، مع أنني أدرك في معظم الأيام من خلال منطقي الفلسفي، أنه يبقيني على قيد الحياة. لكنني اليوم أشعر بأنه سيجرني نحو الجحيم".
ومن بين النساء اللاتي واجهن صراعات من نوع مختلف، برزت على قائمة "اندبندنت" للنساء الأكثر تأثيراً، نازانين زاغاري راتكليف، المرأة التي تبلغ من العمر 44 سنة، التي كان قد أطلق سراحها قبل نحو عام، بعدما أمضت قرابة 6 أعوام في السجن في إيران. وبدلاً من الانكفاء واختيار حياة هادئة، واصلت زغاري راتكليف التحدث علناً عن محنة النساء في إيران، وقصت شعرها تضامناً مع الاحتجاجات المطالبة بحقوق المرأة في أعقاب وفاة مهسا أميني.
وتشمل القائمة إضافة إلى نساء ناشطات، سيدات حققن نجاحاً باهراً في عالم الأعمال.
إحداهن هي كارين بلاكيت التي لا تتولى إدارة ذراع المملكة المتحدة للإعلانات العالمية الشركة العملاقة "دبليو بي بي" فحسب، بل تعمل مع رئاسة الوزراء رائدة للمساواة بين الأعراق في مجال الأعمال، ويعد دورها مستشارة لـ "جامعة بورتسموث" من بين إنجازاتها الكثيرة.
أما الكوميدية جوردان غراي، فأثبتت أنها نجمة بارزة في العام الماضي، ورشحت لـ "جوائز إدنبره للكوميديا" في عام 2022، وتركت انطباعاً مؤثراً عندما خلعت ملابسها خلال بث تلفزيوني مباشر، كتحد لدعم المتحولين جنسياً.
ووضعت تعريفها الخاص لما يعنيه أن تكون امرأة عندما كتبت تقول: "لا تستطيع المرأة أن تحدد هويتها بما ليست هي عليه. المرأة تتحمل. المرأة تتلقى اللكمات، لكنها تنهض وتواصل الكفاح".