الـ3 أيام الماضية أُجريت الانتخابات المصرية، وهو الاستحقاق الأهم والأبرز والأكثر اهتماما من الداخل والخارج، نظرا لما يمثله من اختيار لأعلي منصب في الدولة المصرية "رئيس الجمهورية" المحددة صلاحيته واختصاصات في الدستور بمواد معينة.
مرت الأيام الانتخابية متضمنة مشاهد كثيرة صعب رصدها وحصرها، فأغلب محافظات مصر واللجان الكائنة فيها كانت بمثابة حكايات مصرية تروي قصص الشباب والسيدات والرجال، بجانب كبار السن "أهل الخبر" الذين حرصوا على إعطاء الجميع دروسا في الوطنية والموعظة المصرية.
بعيدا عما دار أمام اللجان من طوابير ناخبين للشباب والمرأة، توقفت كثيرا أمام مشاهد محددة، تجلي فيها عبق التاريخ والإرث الحضاري للدولة المصرية، والمتمثلة في كلمة واحدة وهي "المواطنة"، فقد تكررت وتكررت جدا إقبال رجال الدين -مسلمين ومسحين- معا علي اللجان الانتخابية وهو المشهد الذي يلخص لك وللخارج الحكاية المصرية.
الانتخابات الرئاسية علي أرض الواقع انتهت، ويبقي منها النتجية النهائية، والمقرر إعلانها يوم الاثنين المقبل 18 ديسمبر وهو التاريخ المحدد سلفا من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات، لكن دعونا نطرحا سؤالا هاما ونجلس سويا للإجابة عنه، ألا وهو ماذا بعد الانتخابات؟.
ماذا بعد الانتخابات؟ سؤال يجب أن يتم طرحه داخل أروقة الأحزاب السياسية وخاصة التي دفعت بمرشحين في السباق الرئاسي، حتى يقدرون الموقف السياسي وبناء عليه يجرون دراسات دقيقة لتشخيص حالاتهم بدقة ومن ثم يضعون خططا مصحوبة بتقديرات زمنية للتنقل الأحزاب من خانة الركود إلي الشارع والتلاحم مع الشارع المصري والاشتباك مع القضايا التي تشغل بال المواطن والوطن، فالأحزاب السياسية ربحت في الاستحقاق الرئاسي ولكن ربحها يتطلب منها العمل والعمل، فجميع الأحزاب السياسية يجب أن تنتصر لأيدلوجيتها وأفكار وبرامجها لا للشيء آخر، أو لبلد آخر أو لشعب آخر، فالدولة المصرية تستحق منها جميعا أن نعمل بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية.
ما جرى في انتخابات الرئاسة 2024، بدد العراقيل وسحق الأكاذيب ووجه رسائل للداخل والخارج وأظهر للجميع أن تكاتف المصريين صخرة قوية تتحطم عليا كيد الكائدين، الذين خططوا ودبروا لصناعة أزمات بشأن الانتخابات، وهؤلاء الذين خسروا من كل ما تتضمنه الانتخابات الرئاسية، ورسالتي لهم ولكل من يرفض الإرادة الشعبية "موتوا بغيظكم".