فاز كاسيلاكيس بزعامة سيريزا متفوقا على أربعة مرشحين آخرين، ثلاثة منهم وزراء سابقون بارزون، بعيد حصوله استنادا إلى نتائج أولية على أكثر من 56 في المئة من الأصوات، إثر حملة انتخابية مكثفة تركزت على وسائل التواصل الاجتماعي.
حقق شاب يوناني غير معروف في عالم السياسة كبرى المفاجآت في التاريخ السياسي لليونان عقب فوزه برئاسة حزب سيريزا اليساري والمعارض الرئيسي في البلاد.
وأعلن ستيفانوس كاسيلاكيس رجل الأعمال العصامي البالغ من العمر 35 عاما والرئيس التنفيذي السابق لشركة ملاحة بحرية أنه يريد تعزيز الشفافية والحقوق الاجتماعية وإلغاء الامتيازات التي يتمتع بها المصرفيون والسياسيون في اليونان.
وفاز كاسيلاكيس بزعامة سيريزا متفوقا على أربعة مرشحين آخرين، ثلاثة منهم وزراء سابقون بارزون، بعيد حصوله استنادا إلى نتائج أولية على أكثر من 56 في المئة من الأصوات، إثر حملة انتخابية مكثفة تركزت على وسائل التواصل الاجتماعي.
المضي قدما
وقال كاسيلاكيس مع انطلاق حملته هذا الشهر: "نريد يونانا لا تضطر فيها إلى اللجوء للخداع للمضي قدما"، متعهدا بـ "تحقيق الحلم اليوناني" وإنشاء "يسار حديث".
وكاسيلاكيس المولود في أثينا انتقل إلى الولايات المتحدة وهو في سن الرابعة عشرة إثر نيله منحة دراسية.
ووفق سيرته الذاتية، يحمل كاسيلاكيس شهادات في الدراسات الدولية والاقتصاد من جامعة بنسلفانيا ويتحدث خمس لغات وعمل متطوعا عام 2008 في حملة السيناتور حينذاك جو بايدن للبيت الأبيض.
وعمل لاحقا في تداول الأسهم بمصرف غولدمان ساكس قبل أن يصبح الرئيس التنفيذي لشركة "سويفت بالك هولدينغ"، المالكة للسفن في بريطانيا.
وكان حزب سيريزا قد مُني بهزائم انتخابية متتالية أمام حزب الديموقراطية الجديدة المحافظ بزعامة رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وفي الانتخابات الأخيرة التي أجريت في حزيران/يونيو، تدنت نسبة تأييد الحزب اليساري إلى أقل من 18 في المائة، أي بفارق أكثر من 20 نقطة عن الديموقراطية الجديدة، في أسوأ أداء له منذ أكثر من عقد.
وتنحى أليكسيس تسيبراس رئيس الوزراء السابق الذي تزعم سيريزا لفترة طويلة بعد سلسلة الهزائم هذه بوقت قصير.
انقسام الحزب!
ويُعد صعود كاسيلاكيس الوافد إلى عالم السياسية أمرا غير مسبوق في بلد غالبا ما يكون مسؤولو الأحزاب فيه من أبناء الوزراء والنواب أو ناشطين بارزين في الحركات الطلابية.
وكان سلفه تسيبراس أيضا من منظمي الاحتجاجات الطلابية وقياديا لمجموعات شبابية، واختاره الحزب لاحقا للترشح لمنصب رئيس بلدية أثينا.
وكاسيلاكيس صاحب القوام الرياضي والعيون الزرقاء الذي يتحدث الانكليزية بلكنة أميركية خفيفة، أول مسؤول يوناني منتخب كشف عن مثليته الجنسية.
ولا يزال هذا الأمر من المحرمات في بلد يرتكز على نموذج الأسرة التقليدي، وحيث تستنكر الكنيسة الأرثوذكسية النافذة مثل هذا النوع من العلاقات.
أما الخلفية التجارية لكاسيلاكيس فهي بمثابة لعنة، وجعلته عرضة لانتقادات العديد من مسؤولي سيريزا، الذين كانوا أعضاء في حكومة عام 2015 التي كافحت دون جدوى ضد اجراءات تقشف فرضها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي على اليونان خلال أزمتها المالية التي استمرت عشر سنوات.
ورفض كاسيلاكيس مقابلة مسؤولي سيريزا أو إجراء مناظرات معهم، مما أدى إلى صدور تحذيرات بأن انتخابه رئيسا للحزب قد يؤدي إلى انقسامه.
"خارج اليسار"
وهذا الأسبوع، رفض نيكوس فيليس، أحد كبار مسؤولي سيريزا، "المسيحانية"، التي أحاطت بترشيح ستيفانوس كاسيلاكيس، معتبرا أن برنامجه "خارج الإطار اليساري".
وصرّح يانيس راغوسيس أحد مسؤولي سيريزا لقناة "إي آر تي" الرسمية "لا نعرف كاسيلاكيس، وأنا شخصيا لا أعرف نواياه بالنسبة للحزب".
والمرة الأخيرة التي حدث فيها هذا النوع من التوتر داخل الحزب كانت عام 2015 عندما انسحب اليساريون المتشددون بعد توقيع تسيبراس خطة إنقاذ تقشفية جديدة مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.
وأشار نقاد أيضا إلى قلة خبرة زعيم الحزب الجديد. فقد كان على كاسيلاكيس أن يعتذر الخميس عن خطأ كبير في السياسة الخارجية بعد أن وصف الجزء الشمالي من قبرص الذي تحتله تركيا بشكل غير قانوني، على أنه "دويلتُها".