كشفت صحيفة بوليتيكو عن ظاهرة سرقة غريبة متفشية منذ سنوات، أثارت ضجة في واشنطن، حيث بينت التقارير أن الصحفيين يسرقون مقتنات طائرة الرئيس الأمريكي "إير فورس وان"، رغم أنها تخضع لأقصى درجات التأمين في العالم.
وقالت الصحيفة إن عشرات الصحفيين، قاموا على مدى سنوات بحشو حقائبهم بهدوء قبل النزول من الطائرة، بكل ما يجدونه من كؤوس الويسكي المنقوشة وأكواب النبيذ، وأي شيء تقريباً يحمل شارة طائرة "أي فورس وان".
وبات هذا الأمر شائعاً بشكل مثير للصدمة وكأنه طقس من طقوس العبور، حيث يناقش اللصوص بفخر ويعرضون مسروقاتهم.
وقد تفاقمت هذه الظاهرة لدرجة أن مراسلة شبكة إن بي سي كيلي أودونيل، رئيسة جمعية مراسلي البيت الأبيض، أرسلت الشهر الماضي تذكيراً مقتضباً لزملائها، بأن أخذ الأغراض من الطائرة غير مسموح به وينعكس سلباً على السلك الصحفي ككل، حسبما أكد العديد من الأفراد الذين اطلعوا على الرسالة الإلكترونية.
في إحدى الحالات استضاف مراسل سابق في البيت الأبيض لإحدى الصحف الكبرى حفل عشاء، حيث تم تقديم الطعام في أطباق طائرة الرئاسة ذات الإطار الذهبي، ومن الواضح أنه تمت سرقتها رويداً رويداً على مراحل.
التقرير أشار إلى أنه خلال نزول المراسلين الدرج الخلفي للطائرة، تُسمع قرقعة الأواني الزجاجية والأطباق الخزفية في حقائب الظهر الخاصة بهم.
وجرت العادة على أن يرافق 13 صحفياً الرئيس الأمريكي عند سفره، حيث يجلسون في مقصورة بالجزء الخلفي من طائرة "بوينغ" الرئاسية.
فيما تتحمل وسائل الإعلام دفع تكاليف سفر الصحفيين، ويشمل ذلك الوجبات والمشروبات التي تقدم لهم على متن الطائرة.
ويوزِّع طاقم الطائرة فقط أكياساً صغيرة من حبات شوكولاته، تحمل الختم الرئاسي وتوقيع الرئيس الأمريكي، أما الأكواب وغيرها من الأواني التي تحمل شعار "أير فورس وان" فهي متاحة للشراء عبر الإنترنت.
"السرقات يجب أن تتوقف"
تحذير كيلي أودونيل لزملائهت، جاء بعد جولة استمرت عدة أيام على الساحل الغربي في أوائل فبراير، ووفقًا لما نقله ستة أشخاص مطلعين على الأمر لصحيفة بوليتيكو، قام طاقم طائرة الرئاسة بجرد الأغراض بعد الرحلة، وأبلغوا البيت الأبيض أن العديد منها مفقود من مقصورة الصحافة.
وقد أرسل أحد المسؤولين في مكتب الصحافة بريداً إلكترونياً إلى مجموعة الصحفيين في الرحلة، وطالب بإعادة المفقودات.
في الواقع، أحد الأشخاص الذين تلقوا البريد الإلكتروني كان قد خرج من الطائرة بغطاء وسادة مطرز من طائرة إير فورس وان، وربما لم يكن ذلك عن طريق الخطأ، حيث جرى ترتيب لقاء "سري" بينه وبين مسؤول إعلامي رسمي في حديقة مقابل البيت الأبيض، لإعادة ما اتسولى عليه.
وقال مسؤولو البيت الأبيض المطلعون على الأمر إن الهدف من "الحملة" لم يكن إحراج الصحفيين الأفراد، بل إرسال رسالة مفادها أن السرقات يجب أن تتوقف.