"كأنك تطلب من سعودية خلع حجابها".. حاخام أزمة "الكيباه" يكشف لـCNN تفاصيل ما حدث واتصال ريما بنت بندر

منذ 8 أشهر 74

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشف الحاخام إبراهام كوبر، رئيس اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية، تفاصيل أزمة "الكيباه" (غطاء الرأس الخاص بالديانة اليهودية)، التي تعرض لها في المملكة العربية السعودية، والتي دفعته ووفد اللجنة لمغادرة المملكة. 

وقال كوبر إن "المملكة العربية السعودية هي إحدى الدول التي نتابعها، ونحن على اتصال بالسفارة السعودية بواشنطن في كثير من الأحيان. وقد تم تنسيق رحلتنا إلى المملكة العربية السعودية -أنا ونائب الرئيس القس فريد ديفي، ومديرنا التنفيذي واثنين من كبار الباحثين لدينا- مع السفارة الأمريكية".

وأضاف: "الاجتماعات كانت على مستويات عالية جدًا، بما في ذلك أعضاء مجلس الوزراء الذين تم تحديد مواعيد معهم. والرحلة بدأت بطريقة إيجابية للغاية. عقدنا اجتماعا استمر لمدة ساعتين مع هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، التي تقودها امرأة. وفي ذلك المساء، قام مضيفنا، وهو على ما أعتقد وزارة الخارجية، بالترتيب للزيارة (الزيارة السياحية للدرعية)".

وحكى الحاخام تفاصيل مطالبته بخلع "الكيباه" مع زيارة الوفد إلى منطقة الدرعية السياحية، قائلا: "في تلك الليلة الأولى التي تم دعوتنا فيها لزيارة موقع على قائمة اليونسكو، ومع قطع حوالي 20% من الطريق إليها، قيل لي إن هناك مكالمة هاتفية لي، أخذت الهاتف وقال الرجل في الطرف الآخر إن لدينا قانون في المملكة العربية السعودية لا يسمح بالظهور العلني للرموز الدينية من الديانات الأخرى".

وأضاف كوبر: "كان يطلب مني خلع الكيباه. أنا حاخام أرثوذكسي. وقد فوجئت تمامًا، خاصة وأن هؤلاء كانوا مضيفينا في المساء. لم يقل أحد أي شيء مقدمًا (عن هذا الأمر). وقلت: هل أنت متأكد تمامًا من أنك تطلب مني خلع الكيباه؟ إنه مثل أن تطلب من امرأة سعودية أن تخلع حجابها. الكيباه يعبر عمن أنا، من وجهة نظر روحية ودينية. وإلى جانب ذلك، أنا أترأس اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية. فقال: حسنًا، سأتصل بك مرة أخرى، وسوف أتحقق من الأمر. وقد اتصل مرة أخرى بعد حوالي 10 دقائق، وقال: يجب عليك خلع الكيباه أو المغادرة، وإذا لم تغادر فسيتم اصطحابك إلى الخارج".

وتابع الحاخام قائلا: "هذا ما حدث بالكامل. وبعد ذلك تحدثت إلى بعض زملائنا في واشنطن، وكان لدينا أيضًا اتصال من السفيرة السعودية الأميرة ريما بنت بندر (سفيرة المملكة في واشنطن). أخبرتها أننا قررنا المغادرة، ولن نتمكن من العمل في ظل هذه الظروف".

وتعليقا على البيان الذي أصدرته سفارة المملكة في واشنطن، قال الحاخام إبراهام كوبر: "يسعدني أن أرى أنه في غضون أيام قليلة صدر بيان من قبل الحكومة السعودية من خلال سفارتها في واشنطن مفاده أني مدعو للعودة، وسأكون في واشنطن يوم الثلاثاء المقبل، سألتقي بالسفيرة لمناقشة التفاصيل، وآمل أن نتمكن من المضي قدمًا". 

وعما إذا كان قد تم حل المشكلة عندما كان في السعودية لكنه قرر المغادرة، قال: "لا، لم يتم حلها هناك. بصراحة، لم يكن هناك وما زال لا يوجد تفسير كامل لذلك. من يقف وراء هذا؟ وهل يعكس وجهات نظر رسمية أم لا؟ وسأكون صادقًا جدًا، لن أسعى كثيرًا للحصول على اعتذار. أنا ملتزم بمتابعة التفويض الممنوح لي نيابةً عن لجنتنا".

وأضاف: "من المؤكد أنه لم يكن قرارًا من قبل مسؤول بالدرجات الدنيا من المسؤولية لطرح مثل هذا الطلب. لذا المشكلة لم يتم حلها، والواقعة جعلت من المستحيل علينا مواصلة الزيارة". وتابع حديثه قائلا: "ولكن آمل ألا تكون مسألة ارتدائي للكيباه عندما أعود مشكلة، وأواصل العمل مع تلك الجهات في المملكة العربية السعودية التي تتطلع إلى المصالحة والسلام".

وحول اتصاله مع السفيرة السعودية بواشنطن، قال الحاخام: "أعتقد أن المكالمة التي تلقيتها من الأميرة ريما، أولا بالطبع هي دبلوماسية وكانت تأمل أن أتراجع عن القرار. لكن ما سمعته كان تفهمًا لسبب اتخاذ القرار، وأكثر من ذلك، أعتقد أنه سيكون انتهاكا لخصوصية النقاش. فهل كان هناك اعتذار رسمي من الحكومة؟ لا. ولكن الأهم من ذلك هو الدعوة الرسمية للعودة، والتي لم يتم إرسالها إلينا فحسب، بل تم نشرها على منصة إكس (تويتر سابقا)". 

وعن الموعد المتوقع لعودته لزيارة السعودية، قال: "سأذهب يوم الثلاثاء للقاء السفيرة ريما للحديث عن التواريخ المقترحة. آمل أن أعود في غضون الأسابيع القليلة المقبلة أو في الأشهر القليلة على الأكثر".

وأكد أنه "من المهم أن نرسل معًا إشارة مشتركة مفادها أن هذا هو الطريق، لأنه كان واضحًا بالنسبة لي بناء على ما رأيته في السعودية أن ذلك الطلب القمعي لا يعكس الاتجاه الذي يريد محمد بن سلمان ورفاقه أن يأخذوا المملكة العربية السعودية إليه، وبهذه الروح آمل أن أعود بسرعة".