كأس العالم - جاست فونتين .. ما وراء الـ13 هدفا

منذ 2 سنوات 178

13 هدفا في 1958، صاحب الرقم القياسي للتسجيل في نسخة واحدة من كأس العالم.

ربما سمعتها لآلاف المرات من قبل، أو ربما قد نسيت العام الذي سجل فيه كل أهدافه.

ولكن هل تعرف علاقة جاست فونتين بالمغرب؟ غيابه لفترة طويلة عن المنتخب؟ قدمه التي كُسرت لمرات؟ أو أن رقمه القياسي كان يمكن أن يكون أكبر من ذلك؟

ماذا عن لعبه دون حذاءه الخاص؟

حسنا، إذا لما تكن تعرف إجابة هذه الأسئلة أو أيا منها، فحان وقت الدخول إلى عالم جاستن فونتين وجيل فرنسا في 1958وما وراء الـ13 هدفا.

في المغرب، كان ميلاد فونتين في 18 أغسطس 1933 من أم إسبانية وأب فرنسي.

Nice will forever be in my heart' - How France legend Just Fontaine  kickstarted his career on the Cote d'Azur

استمر فونتين في المغرب حتى عامه العشرين قبل أن يرحل صوب نيس في فرنسا بعد أن لعب بألوان الاتحاد الرياضي المغربي.

بعيدا عن السياق، نادي الاتحاد الرياضي تأسس في 1913 من قبل الفرنسيين وقت الاحتلال وبدأ نشاطه في 1915 حتى اختفى في 1958.

الاتحاد الرياضي كان أول ناد يفوز بمسابقة رسمية في المغرب عام 1916.

بالعودة إلى فونتين، انتقل إلى نيس الفرنسي عام 1953 ليبدأ في نفس العام رحلته مع منتخب الديوك.

البداية -كما هي العادة مع فونتين- كانت نارية، ثلاثة أهداف أمام لوكسمبورج في فوز فرنسا بثمانية أهداف.

ولكن هذا لم يكن كافيا كما اتضح بعد ذلك، لم يتم استدعاء فونتين لثلاث سنوات متتالية بعد ذلك.

بل أنه لم يلعب إلا خمس مباريات فقط مع منتخب فرنسا قبل كأس العالم 1958.

 Just Fontaine, the French striker who set 1958 FIFA  World Cup alight - Sportstar

بعد ثلاثة أعوام مع نيس سجل خلالها 44 هدفا، انتقل فونتين إلى ستاد ريمس ليحل في مكان رايموند كوبا الذي انتقل وقتها لريال مدريد.

مع ستاد ريمس، عاش فونتين أفضل فتراته وسجل 121 هدفا وفاز بلقب هداف الدوري مرتين كان منها الموسم الأخير قبل كأس العالم.

يبدو أن كل هذا لم يكن كافيا أيضا، وكان الخيار الأول بالنسبة للمدرب ألبرت باتو هو رينيه بليارد زميل فونتين في ستاد ريمس.

ورغم أن بليارد سجل 19 هدفا أقل من فونتين في الموسم الأخير ولعب هداف الدوري الفرنسي لمباريات ما قبل البطولة إلا أن بليارد استمر الخيار الأول.

القدر تدخل بعد ذلك، ليتعرض بليارد للإصابة في المباراة التحضيرية الأخيرة قبل كأس العالم. وقتها أصبح فونتين الخيار الأول، وكما يُقال دائما "البقية للتاريخ".

دخل منتخب فرنسا البطولة بعد أداء مخيب في 1954 وخروج من الدور الأول.

قائمة فرنسا لم تحتو إلى على لاعب واحد يلعب خارج فرنسا وهو رايموند كوبا.

واحتوت القائمة على 4 لاعبين فقط فوق الثلاثين عاما مقارنة بثمانية في تشكيل الأرجنتين و7 مع السويد التي وصلت نهائي البطولة.

جاء فونتين إلى ستاد ريمس ليحل محل كوبا، وتشاركا معا في ثنائية تاريخية لفرنسا.

ولأنه اعتاد البدايات النارية، سجل فونتين ثلاثة أهداف أمام باراجواي في المباراة الأولى لكأس العالم مستغلا تمريرات رايموند كوبا الخيالية ليقلب منتخب فرنسا تأخره بهدف إلى فوز بستة أهداف مقابل ثلاثة ليمحي من الأذهان خيبة 1954.

رغم الهزيمة أمام يوغوسلافيا بثلاثة أهداف، إلا أن فونتين سجل هدفي فرنسا قبل أن يتبعهما بهدف أمام إسكتلندا في ختام دور المجموعات مع كرتين في العارضة كان من الممكن أن يعلنا عن الهاتريك الثالث له مع فرنسا تاريخيا.

ثنائية أمام إيرلندا الشمالية في ربع النهائي ضمن فوز كبير بأربعة أهداف لفتت أنظار الجميع لما يقدمه الديوك.

Just Fontaine, buteur de record lors de la Coupe du monde 1958

"عليك العودة كثيرا في التاريخ للعثور على أي فريق لعب بأناقة في السويد مثل الفرنسيين"

هكذا تحدثت صحيفة سفينسكا داجبلاديت السويدية عن أداء فرنسا بعد الانتصار على إيرلندا الشمالية.

مواجهة البرازيل كانت الأصعب في البطولة أمام فريق مرشح للفوز باللقب.

رغم تقدم البرازيل المبكر، إلا أن فونتين سجل هدفا وصفتها صحيفة جارديان وقتها "لم ير أحد هدفا أجمل من ذلك".

نقطة تحول المباراة جاءت بعد تعرض قائد فرنسا روبرت جانكيه وواحد من أفضل المدافعين في عصره وقتها لكسر في القدم مع الدقيقة 36.

لم يتمكن اللاعب من الخروج مع عدم وجود تغييرات وقتها وتم حقنه بمسكن بين شوطي المباراة.

جانكيه اكتفى بالوقوف في الملعب، لم يستطع الجري أو ركل الكرة ولعب في مركز الجناح الأيسر حيث كان من المأمول أن يلحق أقل ضرر بالفريق.

التفوق على البرازيل وقتها كان صعبا في الحالة الطبيعية فما بالك بوجود لاعب مصاب، وفي النهاية فازت البرازيل بخمسة أهداف مقابل هدفين.

دخل فونتين المباراة الأخيرة أمام ألمانيا الغربية وهو في حاجة لتسجيل هدفين لمعادلة الرقم المسجل باسم المجري ساندور كوكسيس صاحب الـ11 هدفا في مونديال 1954.

استغل فونتين وقتها عدم قوة ألمانيا الغربية ليسجل أربعة أهداف جعلته ينفرد برقم قياسي لم يصل إليه أحد حتى الآن مع منحه ضربة الجزاء إلى زميله رايموند كوبا.

كريس فريدي الكاتب الرياضي قال وقتها للدلالة على ضعف ألمانيا الغربية: "كان فونتين في حاجة للبقاء فقط على قدميه ليسجل الأهداف".

13 هدفا، كان من السهل أن ترتفع إلى 16 وهو نفس عدد أهداف ميروسلاف كلوزه الهداف التاريخي لكأس العالم عبر تاريخه.

معلومة ربما كان يجب ذكرها قبل الحديث عن أهداف فونتين ولكنها لن تكون بنفس التأثير.

فونتين لم يلعب حتى بحذاءه الخاص واستعار حذاء زميله ستيفان بروي للعب بها خلال البطولة.

حتى الحذاء الذهبي لم يحصل عليه فونتين، مع عدم وجود جائزة للهداف وقتها وحصل على بندقية هوائية من أحد الصحف السويدية.

"لم أحصل على أي جائزة بعد كل ذلك، كل ما حصلت عليه هو بندقية هوائية من إحدى الصحف وانتهى الأمر".

"لم تكن الضغوط كبيرة وقتها من الصحافة الفرنسية، في ذلك الوقت لم يزعجني شيء حتى أنني لم أنفذ ضربة جزاء عندما تم احتسابها".

جاست فونتين في حوار تليفوني مع أسوشيتد بريس في 2006.

مسيرة فونتين الدولية لم تستمر كثيرا بعد أن تعرضت قدمه للكسر مرتين ليعتزل في سن 28 عاما وفي رصيده 30 هدفا دوليا في 21 مباراة.

"13 هدفا في نسخة واحدة مرة أخرى؟ لا أعتقد أنه يمكن تحقيقه على الإطلاق".

لا يعتقد هداف كأس العالم 1958 أن الرقم الخاص به قد يتم كسره حاليا، رغم أنه ير حماية المهاجمين الآن أكثر من السابق.

SportMob – Top facts about Just Fontaine, le canonnier

"لم يكن من السهل التسجيل في 1958، حالة الكرة والسفر بين البلدان وطاقم العمل أيضا".

"لم ألعب حتى بحذائي المعتاد وقتها، رونالدو (هداف كأس العالم 2002) لعب أمام الصين وكوستاريكا. الحكام أيضا توفر حماية أكبر للمهاجمين الآن".

جاست فونتين في حوار صحفي سابق عام 2011

بعد الاعتزال درب فونتين منتخب فرنسا ثم لوشون وباريس سان جيرمان وتولوز وأخيرا منتخب المغرب.

فونتين كان ضمن أفضل 100 لاعب من اختيار بيليه في عام 2004، وتم اختياره من الاتحاد الفرنسي كأفضل لاعب في آخر 50 عاما في نوفمبر 2003.

لا يحظى كأس العالم 1958 بالتقدير الكافي الآن مع كونه المونديال الثاني الذي يذاع تلفزيونيا بجانب ضعف الإمكانيات، ولكن منتخب فرنسا قدم نسخة استثنائية للغاية وقتها وبدأ في إظهار قدرات البلاد للعالم. ودع الديوك مونديال 1954 من الدور الأول ولم يتأهلوا إلى 1962 من الأساس.

أهداف فونتين كانت العلامة الأبرز في البطولة بلا شك، ولكن فرنسا قدمت ما هو أكثر من ذلك في السويد.