أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن السبت، أن قائدها العام مظلوم عبدي وعناصر من القوات الأميركية كانوا موجودين في مطار السليمانية في كردستان العراق، الذي استُهدف الجمعة في هجوم نُسب إلى تركيا.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري المقاتلون الأكراد، نفت الجمعة وجود عبدي في المطار خلال وقوع الهجوم، وأوضحت في بيانها السبت أن النفي كان لأسباب "أمنية".
وقالت القوات: "في إطار الاستجابة الأمنية الطارئة المتعلقة بسلامة قيادة قواتنا، تعمّد المركز الإعلامي احتواء المعلومات بشأن الهجوم التركي على مطار السليمانية، أثناء وجود القائد العام لقواتنا مظلوم عبدي، حتى وصوله إلى مناطق شمال وشرق سوريا بشكل آمن"، وأكدت عدم تعرضه "لأي أذى".
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي لوكالة فرانس برس: "إن عبدي كان موجوداً في السليمانية في إطار العمل المشترك مع جهاز مكافحة الارهاب في كردستان العراق، باطلاع من قوات التحالف الدولي لتنسيق الجهود المستمرة ضد داعش. نؤكد وجود قوات أميركية في المطار أثناء الهجوم"، دون إضافة أي تفاصيل حول سبب وجودهم أو ما إذا كانوا برفقة عبدي.
ويُعد التحالف الدولي بقيادة واشنطن الداعم الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية، التي خاضت معارك شرسة ضد تنظيم داعش، وأعلنت القضاء على "خلافته" في 2019. ووقع القصف على المطار، وفق شامي، أثناء مغادرة عبدي السليمانية، "بعد عقد سلسلة من الاجتماعات مع الشركاء ضد داعش".
وكان عبدي دان في وقت سابق استهداف المطار "من قبل تركيا"، معتبراً أن "موقف الاتحاد الوطني القومي المساند لأشقائه في سوريا يزعج تركيا". وتربط قوات سوريا الديمقراطية علاقة جيدة بحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة بافل طالباني الذي زار عبدي في شمال شرق سوريا نهاية العام الماضي.
وتصنّف أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، "إرهابية"، وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود.
ومدى عقود، امتد النزاع بين تركيا وحزب العمال إلى شمال العراق، حيث لكلا الجانبين مواقع عسكرية أو قواعد خلفية. وتنفذ أنقرة بين الحين والآخر ضربات جوية ضد مواقع لحزب العمال في إقليم كردستان في شمال العراق. كما شن الجيش التركي خلال السنوات الماضية ثلاث عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا، وتستهدف طائراته المسيرة بين الحين والآخر مناطق سيطرتهم.
والسبت، دان الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد قصف مطار السليمانية، وقال في بيان: "نؤكد عدم وجود مبرر قانوني يخول القوات التركية الاستمرار على نهجها في ترويع المدنيين الآمنين، بذريعة وجود قوات مناوئة لها على الأراضي العراقية".