سعت الدول الأوروبية والولايات المتحدة لمعاقبة روسيا عقب غزو أوكرانيا، وحاولت بكل السبل عزل موسكو، لكن الأخيرة تعقد قمة دولية تريد من خلالها التأكيد على أنها ليست معزولة دوليا.
انطلقت في مدينة قازان الروسية، الثلاثاء، أعمال القمة الـ 16 مجموعة دول بريكس، في حدث يسعى الرئيس فلاديمير بوتين لإظهاره بأنه أبعد ما يكون عن العزلة التي حاولت الدول الأوروبية والولايات المتحدة فرضها عليه بعد غزو أوكرانيا.
وأفردت وسائل إعلام روسية تغطية واسعة النطاق لهذا الحدث الدولي الكبير، الذي يشارك فيه قادة أكثر من 20 دولة حول العالم، وممثلون عن أكثر من 30 دولة.
وأظهرت مقاطع فيديو استقبال بوتين لقادة الصين والهند وجنوب إفريقيا.
وأشاد مستشار الشؤون الخارجية في الرئاسة الروسية، يوري أوشاكوف، بالقمة باعتبارها "أكبر حدث للسياسة الخارجية على الإطلاق" في روسيا، بسبب الحضور الدولي الواسع.
وتمثل هذه القمة أكبر تجمع دولي في روسيا منذ بداية غزوها لأوكرانيا في أواخر شباط/ فبراير من عام 2022.
ويأمل الكرملين أن تمثل القمة نقطة تحول لتحدي النفوذ الغربي في الشؤون العالمية.
وبحسب وكالة "تاس" الروسية، فإن أهمية هذه القمة تكمن في "توقيتها"، خاصة أنها تأتي بعد توسع شهد انضمام دول جديدة إلى المجموعة، مما سيختبر قدرتها على الوحدة والإجماع بعدما كانت تتألف في السابق من 5 دول فقط.
ويحتل موضوع "الدول الشريكة" جانباً كبيراً من أجندة القمة، أي استحداث فئات لضم دول جديدة إلى المجموعة.
وقالت الوكالة: إن نحو 90 في المئة من إجمالي التجارة بين هذه الدول يتم بالعملات المحلية، مما يعكس جهودها للحد من الاعتماد على الدولار الأمريكي.
وتنعقد القمة تحت شعار: "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين".
كيف يرى الغرب القمة؟
واعتبرت شبكة "سي أن أن" الأمريكية في تحليل لها أن القمة "إشارة واضحة" بأن بوتين ليس وحيداً، فثمة تحالف من الدول ذات الاقتصادات الناشئة يقف إلى جانبه.
وفي السياق نفسه، رأت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية أنه بالنسبة إلى بوتين فإن القمة التي تستمر 3 أيام، وسيلة قوية "لإظهار فشل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل روسيا بسبب أفعالها في أوكرانيا".
وبحسب الوكالة، فإن الكرملين يسعى من وراء القمة لإظهار دعم الجنوب العالمي لروسيا والمساعدة في توسيع علاقاتها الاقتصادية والمالية، وسط التوتر المتصاعد مع الغرب.
وتظهر قمة قازان رغبة أعضاء المجموعة ليس في التكامل الاقتصادي فحسب، بل في إحداث تغيير في موازين القوى الدولية الذي يميل نحو الغرب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقبيل انطلاق القمة، قال بوتين في تصريحات للصحفيين إن النفوذ السياسي والاقتصادي لمجموعة "بريكس" أصبح أمراً لا يمكن "إنكاره".
وأضاف أنه إذا عملت مجموعة البريكس والدول المهتمة معا، فإنهم "سيكونون عنصراً جوهرياً في النظام العالمي الجديد"، لكنه رفض اعتبار المجموعة تحالفاً معادياً للغرب.
وانطلقت مجموعة بريكس عام 2009، وضمت في البداية الدول المؤسسة التالية: روسيا، والصين، والهند، وانضمت جنوب إفريقيا إلى المجموعة في عام 2011.
وكانت عدة دول جديدة انضمت إلى المجموعة منذ بداية العام الجاري، وهي: إيران، والسعودية، والإمارات، ومصر، وإثيوبيا، والأرجنتين، وتقدمت دول أخرى مثل ماليزيا وتركيا وأذربيجان بطلبات انضمام إلى المجموعة.
وتقول المجموعة إنها تسعى من أجل تحقيق أهداف عدة منها:
- زيادة المشاركة والتعاون مع البلدان غير الأعضاء في المجموعة.
- تفعيل وتبادل العملات المحلية بين دول المجموعة.
- تحقيق التوازن الدولي والخروج من سيطرة الغرب الاقتصادية.
- الحفاظ على استقرار النظم التجارية متعددة الأطراف بالتعاون مع المجتمع الدولي.
المصادر الإضافية • وسائل إعلام غربية وروسية، أ ب