بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 02/03/2023 - 15:00
أم تحمل طفلها على ظهرها في ملاوي، أحد أكثر البلدان فقرا وأقلها تطورا في العالم - حقوق النشر Thoko Chikondi/Copyright 2023 The AP. All rights reserved.
يتوقّع أن يوجّه زعماء الدول الغارقة في فقر مدقع نداء جديدا للحصول على مساعدات في قمة تنطلق في الدوحة الأحد، على أمل جذب انتباه العالم الى كوارث محدقة ببلدانهم.
وتدفع هذه الدول الأقل نموا ثمن تداعيات وباء فيروس كوفيد-19 وتأثير حرب أوكرانيا على إمدادات الغذاء والوقود والمعركة المكلفة ضد تغيير المناخ.
ويعاني سكان هذه الدول الـ46 وعددهم نحو 1,3 مليار نسمة يشكلون 14 بالمئة من سكان العالم، من تبعات الكوارث الصحية والجيوسياسية والمناخية.
وقالت سفيرة ملاوي لدى الأمم المتحدة المتحدثة باسم البلدان الأقل نمواً أنييس شيمبيري مولاند أمام المنظمة الأممية "النقاط الأكثر خطورة للأزمات المتعددة القائمة اليوم موجودة في البلدان الأقل نمواً".
مطالبة بالمعونات
وسيشارك في القمة رؤساء وقادة حكومات من 33 دولة إفريقية و12 من آسيا والمحيط الهادئ وهايتي. وأنشأت الأمم المتحدة مجموعة البلدان الأقل نموا قبل نحو خمسين عاما، في محاولة لتضييق الفجوة في الثروة العالمية.
وأُرجئت القمة مرتين بسبب وباء كوفيد. وتمّ الاتفاق على خطة عمل في الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، لكن لا يتوقع تقديم تعهدات نقدية كبيرة في الاجتماع.
كما سيشارك في الاجتماعات الآلاف من الخبراء والنشطاء، للتأكد من إيفاء أصحاب الوعود السابقة بوعودهم، وفق ما يقول خبراء مطّلعون على أعمال القمة.
وقال مدير البرامج في مؤسسة دراسات وبحوث التنمية الدولية في فرنسا ماتياس بوسيشاس "سيذهب القادة إلى القمة لإعطاء الحملة (المطالبة بمساعدات) دفعا جديدا"، معتبرا أنه يتعيّن على المجتمع الدولي معالجة "العوائق الهيكلية" للتجارة والنمو التي تكافحها البلدان الأقل نمواً منذ عقود.
الخروج من المجموعة
منذ 1971، تضاعف عدد البلدان الأقل نموا. يبلغ حاليا مثلا متوسط الأجر في أفغانستان مئات الدولارات في السنة، بينما يبلغ أكثر من 65 ألف دولار في الولايات المتحدة، وفقًا لأرقام البنك الدولي.
وبالكاد يحصل نصف أفقر سكان العالم على الكهرباء، ولا يستطيع سوى واحد من كل خمسة أشخاص في الدول الفقيرة الوصول الإنترنت، وفقًا للأمم المتحدة.
وتقول حكومات عدة إن مقومات البلدان الأقل نمواً هي "وصمة عار".
ويتوقّع أن تخرج بوتان هذا العام "أو تتخرّج"، كما هو التعبير المعتمد، من مجموعة البلدان الأقل نمواً. وستتبعها بنغلادش ولاوس ونيبال وأنغولا وساو تومي وبرينسيبي وجزر سليمان بحلول العام 2026.
كما يشارك في الاجتماع حوالى 500 من الرؤساء التنفيذيين لشركات من جميع أنحاء العالم بهدف تبين احتمالات تعزيز الاستثمار في الدول الفقيرة، وفقًا للممثلة السامية للأمم المتحدة في البلدان الأقل نموًا رباب فاطمة.
يحتاجون ليس فقط إلى مساعدات أجنبية
وتعهّدت مايكروسوفت الخميس بتوفير الإنترنت لـ20 مليون شخص إضافي في إفريقيا كجزء من حملة لربط 100 مليون شخص في إفريقيا بالإنترنت بحلول العام 2025.
وقال رئيس شركة مايكروسوفت براد سميث لوكالة فرانس برس إن تحقيق هذا الأمر "يتطلب دعما من الحكومات. ونحن نعمل مع الحكومات في جميع أنحاء إفريقيا. كما يتطلّب الأمر بعض الاستثمارات المالية، لكنه شيء يمكن تحقيقه".
وتابع "جزء ممّا يحتاجون إليه هو التجارة والاستثمار وليس المساعدات الأجنبية فقط. ونحن نرى التكنولوجيا الرقمية كمحفّز محتمل للاستثمار والتجارة والنمو الاقتصادي".
وستسعى الأمم المتحدة خلال القمة إلى التقدّم بطلبات جريئة من الدول المتقدمة، لكن خبراء مثل بوسيشاس يقولون إن إحراز تقدّم في هذا المجال حتى قبل وباء كوفيد، كان "مخيّبا للآمال"، ويحذرون من تزايد المشاكل في حال عدم التحرّك.
وقالت فاطمة "إذا تجاهلناهم (...) سيقع العبء على المجتمع الدولي".