قلق في واشنطن وتل أبيب.. هل حصل حزب الله وإيران على الأسلحة الغربية المستخدمة في أوكرانيا؟

منذ 1 سنة 125

تجلى التعاون الدفاعي المتنامي بين موسكو وطهران في تقارير تفيد بأن إيران تزود روسيا بطائرات بدون طيار انتحارية مثل شاهد -136 المستخدمة في أوكرانيا، وتزود روسيا إيران بطائرات متطورة مثل Su-35.

يتزايد حجم المساعدات العسكرية الغربية، وتحديدًا الأمريكية، لأوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في شباط/ فبراير 2022؛ إلا أن امتلاك كييف لهذه الكمية من الأسلحة المتطورة زرع الخوف في إسرائيل من إمكانية سرقتها من قبل إيران.

في هذا السياق، كشف مسؤول رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي لمجلة نيوزويك، أن تل أبيب قلقة من خطر وصول الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى لأوكرانيا، إلى أيدي أعداء إسرائيل في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران.

ولفت القائد العسكري، الذي رفض الكشف عن اسمه، إلى أن "أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات التي تُطلق عن الكتف، والتي باتت تمتلكها أوكرانيا، قد تقع في أيدي القوات الروسية على الجبهة".

وأضاف المصدر: "القوات التي تقاتل من جهة روسيا، لديها أوامر بنقل الأسلحة والذخائر التي تحصل عليها من الجبهات إلى موسكو، ما يعطي لطهران القدرة على الاطلاع عليها بسبب الاتفاقيات العسكرية بين البلدين".

وإذ حذّر المسؤول من خطورة الوضع بالنسبة لتل أبيب، قال: "من خلال الاطلاع على الأسلحة، يمكن لأعدائنا أن يعيدوا تصنيعها كما حصل في السابق، لكن الخطر الأكبر يكمن في أن تصل إلى أيدي حزب الله وحماس".

وأشار المصدر إلى أن "حجم الأسلحة الغربية التي باتت تمتلك طهران نسخة منها غير واضح بعد بالنسبة إلينا رغم عملنا على مراقبة هذا الوضع".

في السياق نفسه، كشف مصدر عسكري غربي للصحيفة نفسها، أنه "في 20 آب/ أغسطس 2022، حطت طائرة نقل روسية في طهران، حاملة أسلحة بقيمة 100 مليون دولار، بينها قطع غربية تم الحصول عليها على الجبهات مع أوكرانيا، وتحديدًا أسلحة جافلين الأمريكية ونلاوز البريطانية المضادة للمدرعات".

وأرفق المصدر معلوماته مع صور لأقمار اصطناعية تظهر عملية نقل الأسلحة هذه.

رد إيراني على الاتهامات

وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة لمجلة نيوزويك إنها "ليس لديها معلومات" بشأن احتمال نقل معدات أمريكية من روسيا، لكنها ألقت باللوم على واشنطن في تأجيج الحرب من خلال حزم الأسلحة العديدة التي أُرسلت إلى كييف.

وقالت البعثة الإيرانية: "نشعر أنه مع استمرار هذه الحرب كل يوم، ستصبح فرصة السلام أكثر صعوبة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الضرر الدائم الذي ستسببه هذه الحرب سيكون شديدًا لشعوب المنطقة والسلام العالمي بشكل عام".

وأضافت البعثة: "لذلك، فإن الحل لإنهاء هذه الحرب ليس في إرسال أسلحة إلى أوكرانيا. بدلاً من ذلك، يجب تشجيع وتسهيل ومساعدة الجانبين على الجلوس خلف الطاولة وإيجاد حل لإنهاء هذه الحرب".

من جهتهم، اعترف المسؤولون الأمريكيون بمخاوفهم بشأن تحويل الأسلحة التي قدمها البنتاغون إلى غير وجهتها، وإن كانوا قللوا إلى حد كبير من المخاطر، مؤكدين أن الإجراءات التي اتخذتها كل من واشنطن وكييف لمنع التدفق غير المصرح به للأسلحة كانت ناجحة إلى حد كبير.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لنيوزويك: "تظل الحكومة الأمريكية مدركة تمامًا لخطر التحويل المحتمل، وتتخذ خطوات استباقية للتخفيف من هذا الخطر بالتعاون الوثيق مع حكومة أوكرانيا".

وذكر المتحدث أن الولايات المتحدة "تقيِّم أيضًا خطر الاستيلاء على الأسلحة قبل إرسال أنظمة تحتوي على تكنولوجيا حساسة إلى الخارج".

وحتى الآن، فإن مسؤولي وزارة الخارجية "ليسوا على علم بأي دليل موثوق في هذه المرحلة على التحويل غير المشروع للأسلحة التقليدية المتقدمة التي تبرعت بها الولايات المتحدة من قبل أوكرانيا"، وفقًا للمتحدث.

وإذ رفض المسؤول الأمريكي اتهامات موسكو لكييف بأن عناصر أوكرانيين يقومون بتهريب الأسلحة الغربية إلى الشرق الأوسط مقابل مبالغ مالية كبيرة، قال: "تواصل روسيا نشر المعلومات المضللة التي تزعم تحويل أوكرانيا للأسلحة بشكل غير قانوني لتشويه سمعة كييف وتثبيط الدعم الدولي القوي لها".

وأضاف المتحدث: "اتخذت الحكومة الأوكرانية إجراءات قوية لتعزيز مراقبة المعدات العسكرية الممنوحة، بما في ذلك تحديث موارد تكنولوجيا المعلومات، وتدريب الموظفين على إجراءات أكثر صرامة، وإنشاء لجنة برلمانية للإشراف على هذه الجهود".

مساعدات متزايدة

وقدمت الولايات المتحدة ما يقرب من 50 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا منذ أن شنت روسيا حربها في شباط/ فبراير 2022.

مع تدفق الأسلحة إلى الصراع ووجود القوات العسكرية المختلفة على جانبي الحدود، يدعم المحللون المتخصصون في هذه القضية فرضية أن الحرب في أوكرانيا قد أدت على الأرجح إلى زيادة في عمليات نقل الأسلحة غير المشروعة إلى الشرق الأوسط.

ومن بين هؤلاء المحللين مارك جالوتي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة "ماياك إنتليجينس" ومقرها لندن، والذي قال: "هناك تسرّب حتمي للأسلحة، وهذا لا يزال على نطاق محدود للغاية".

وتجلى التعاون الدفاعي المتنامي بين موسكو وطهران في تقارير تفيد بأن إيران تزود روسيا بطائرات بدون طيار انتحارية مثل شاهد -136 المستخدمة في أوكرانيا، وتزود روسيا إيران بطائرات متطورة مثل Su-35.

وتم ربط عدد من الطائرات بدون طيار من طراز شاهد بالهندسة العكسية لطائرة أمريكية بدون طيار RQ-170 تحطمت في إيران عام 2011.