أدى ارتفاع أسعار الأعلاف ومواسم الجفاف إلى أزمة في قطاع الألبان في تونس، فيما يتكبد المزارعون خسائر كبيرة، في الوقت الذي قال فيه الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد إنه حذر قبل عام من هذه النتيجة بسبب الحرب في أوكرانيا واعتماد تونس على الاستيراد.
وقال المتحدث باسم الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أنيس خرابيشي إن المزارعين يبيعون حليبهم بخسارة، وأضاف " ترتفع أسعار العلف بشكل جنوني، بعدل 30-40 بالمئة سنوياً، معتبراً أن "عوامل خارجية كالحرب في أوكرانيا واعتماد البلاد على استيراد فول الصويا والذرة بنسبة 90-95 بالمئة" هي أهم أسباب هذه الأزمة.
وأكد خرابيشي أن الطلب على الحليب سيرتفع مع بداية حلول شهر رمضان أواخر آذار/مارس، الأمر الذي سيولد عجزاً بـ"مليون لتر يومياً".
ودفعت هذه الأزمة بالكثير من المزارعين إلى بيع بعض أو كل ماشيتهم، إما للجزارين في السوق المحلية أو للمزارعين في الجزائر.
يقول محمد غرسلاوي وهو مزارع تونسي قام ببيع أربع بقرات مؤخراً من أجل تغطية تكاليف العلف لـ20 بقرة متبقية في مزرعته، "إن الأبقار لا تنتج الكثير من الحليب لأنها لا تحصل على الطعام الكافي."
الرجل الذي يبلغ من العمر 65 عاماً يؤكد أن كيس مكملات الذرة وفول الصويا 50 كيلوغراماً تضاعف سعره إلى ثمانية أضعاف في السنوات العشر الماضية. وأضاف أنه نتيجة لذلك قل انتاج الأبقار من الحليب من 30 لتراً في اليوم في السابق إلى 12 لتراً الآن.
ويعد الحليب في تونس من المنتجات الأساسية التي تغيبت بشكل دوري عن الرفوف في الأشهر الأخيرة.
يقول الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري إن عدد الماشية في تونس انخفض بنسبة تصل إلى 30 بالمئة العام الماضي. مطالبة الدولة بالتحرك لإنقاذ هذا القطاع المهم وإزالة بعض الأعباء عن المنتجين.
تونس المثقلة بالديون اكتفت لغاية الآن بفرض ضرائب على الحليب المجفف المستورد. "هذا انهيار بطيء".