قصةُ المأوى

منذ 1 سنة 110

* إلى فقيد الروح محمد علوان

في السيّارة التي تضمُّني الآنَ معك،

في آخر رحلةٍ تجمعُني وحدي بك،

لا ألمح أحداً.

الصباحُ صامتٌ،

شوارع الرياض صامتةٌ،

جسدُكَ المكفّنُ بالبياض صامتٌ،

لكنَّ صوتَكَ جَلي،

كما هو في كل رحلاتنا معاً.

- لا تقفْ حتى نبلُغَ وجِهتَنا.

- حسناً.

- وإن شئت، فليكنْ في مقهى شعبيٍ للشاي والتبغ.

- حسناً.

- هل قرأتُ عليكَ ما كتبتُهُ أمس؟!

- لا.

- اسمع.

لم يكنْ يطيقُ الصمت.

إنْ لم تأتهِ، يأتي إليك.

إنْ لم يسمعكَ، تسمعُه.

لا يملكُ أحدٌ حديقةَ أصواتِ صديقاتٍ وأصدقاءَ، مثله.

كلهنَّ وكلهم استمعوا لقصصهِ قبلَ أنْ ينشرَها.

لا يبخلُ بقراءة قصصهِ على أحد،

ولا يبخلُ على نفسهِ بكتابتها.

كلّ يومٍ يكونُ في وادٍ،

خلفَ قصةٍ ما،

خلف صوت ما،

خلف «سالفة» ما.

صوتُكَ جليٌّ الآن:

- عجِّلْ علي. خُذني لمأواي.

أتركُ مقعدي بجانب سائق السيارة، وأنتقلُ للخلف، بجانبك.

أقتربُ من رأسك، وأهمسُ لك:

- اسمعْ مني هذه القصة، قبل أن نصل.

- الرياض

2023/‏9/‏2