"قصة شهيد".. عادل إبراهيم أحد أبطال كمين "جودة 3" لم يترك مكانه حتى نال الشهادة

منذ 7 أشهر 80

تمر الأيام وتمضى السنين وتبقى ذكراهم خالدة خلود الدهر لا تندثر باندثار أجسادهم التي وراه الثرى، فما قدموه من تضحية وفداء دون مقابل أو نظير تجاه هذا الوطن الغالي، يوجب علينا تقديرا وإجلالا لهم أن نحفظ هذه السيرة العطرة التي تركوها لنا لنورثها للأجيال القادمة لتكون درسا لا ينسى في الحفاظ على الوطن من المتربصين به من أهل الشر.

"وربما جاء يوم نجلس فيه معا لا لكى نتفاخر ونتباهى ولكن لكى نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله"، هكذا قال الرئيس الشهيد البطل محمد أنور السادات واصفا أبطال هذه الأمة العظيمة، ونحن مع كل مناسبة سواء دينية أو اجتماعية، نتذكر فيها دائما أبطالنا الأبرار الذى ضحوا بالغالي والنفيس، وقدموا أرواحهم الزكية ثمنا لأمن مصر وشعبها، ونستعرض خلال شهر رمضان المبارك قصص هؤلاء الأبطال الشهداء، حتى تظل ذكراهم خالدة وشاهدة على ما قدمه أبناء هذا الوطن من تضحيات لا تقدر بثمن من أجل رفعة الوطن واستقراره.

قصتنا اليوم مع الشهيد البطل المجند عادل إبراهيم الذى أسلم روحة الطاهرة إلى بارئها شهيدا مع الأبرار، بعد معركة دامية استبسل فيها مع باقى زملائه من خير أجناد الأرض خلال تعاملهم مع العناصر التكفيرية التي كانت متواجدة على أرض الفيروز والتي أستطاع أبطالنا البواسل من شرفاء الوطن أبناء قواتنا المسلحة في القضاء عليهم، حيث قامت تلك العناصر الإرهابية بمهاجمة كمين "جودة 3"، والذى أستشهدج في الدفاع عنه بطل قصتنا مع 14 ضابط ومجند من أبطالنا الأطهار.

نال الشهادة خلال العملية الشاملة في سيناء بكمين جودة 3 الذى قامت العناصر التكفيرية باستهدافه، بحي الصفا بالقرب من مطار العريش، وتدخل الطيران الحربي وقوات التدخل السريع لملاحقة العناصر المهاجمة.

قوة الارتكاز الأمني قامت بالتصدي للعناصر الإرهابية والاشتباك معها وتمكنت من القضاء على 7 أفراد تكفيريين. ونتيجة لتبادل إطلاق النيران تم إصابة واستشهاد ضابط و14 درجات (رتب) أخرى، وجار استكمال أعمال التمشيط وملاحقة العناصر الإرهابية للقضاء عليهم".

من جانبها قالت والدة الشهيد إبراهيم عادل الذى نال الشهادة خلال العملية الشاملة في سيناء بكمين جودة 3 الذى قامت العناصر التكفيرية باستهدافه.

وأضافت والدة، أن أخر لقاء جمع بينها وبين نجلها كان قبل سفره إلى وحدته في سيناء، وذلك بعد أن قضى معهم أجازه كبيرة، مضيفة أنه في آخر يوم له في أجازته كانت أفعاله غريبة، موضحة أنه ظل كثيرا في المنزل يتحدث معهم وكأنه لا يريد السفر في هذه المرة، بالإضافة إلى أنه أيضا عاد مرة آخرى إلى المنزل بعد مغادرته له تفقد جميع الغرف وأخوته، لافتة إلى أنه كان يودع المنزل بمن فيه جميعا وكأنه كان شاعرا أنه المرة الأخيرة له معهم.

وتستكمل والدة الشهيد، أنها تلقت خبر استشهاد نجلها من الأصغر، موضحة أن نجلها الشهيد في كل مرة كان يحدث فيها أي عملية إرهابية من قبل التكفيرين في سيناء كان يقوم بالاتصال بها ليطمئنها عليه، مشيرة إلى أنها في يوم استشهاده علمت من خلال وسائل الإعلام " التليفزيون " أن العناصر التكفيرية قامت بمهاجمة أحد الأكمنة التابعة للقوات المسلحة في شمال سيناء، لافتة إلى أنها في ذلك الوقت شعرت بانقباض في قلبها لعدم اتصال الشهيد بها في ذلك اليوم، مضيفة أن نجلها الأصغر كان في إحدى المحاضرات بكليته ففوجئت به يتصل بها في منتصف المحاضر ويسألها عن شقيقه " إبراهيم "، لافتة إلى أنها بعدها فوجئت بأصدقاء نجلها الشهيد وشقيقه وباقى أقاربهم فعلمت وقتها أن أبنها لقى الشهادة دفاعا عن الوطن.

وعن ذكرياتها مع الشهيد في رمضان، أوضحت أنه كان معتاد الاتصال بها دائما في أي مناسبة خاصة يوم الرؤية قبل وبعد رمضان، ليكون أول من يقدم لها التهنئة، مضيفة أنه بعد رحيل نجلها الشهيد أصبحت جميع الأيام مثل بعضها وأنه لم يعد هناك فرحة تبهج منزلهم بعد الشهيد.