قرار مثير للجدل.. محكمة مكسيكية تقضي بسجن امرأة قتلت رجلًا اغتصبها وضربها

منذ 1 سنة 132

أثناء نومها، اقترب الرجل منها وضربها ومزّق ملابسها واغتصبها، وخلال محاولتها الفرار منه، قتلته دفاعًا عن نفسها.

حُكم على امرأة مكسيكية قتلت رجلًا بينما كانت تدافع عن نفسها عندما هاجمها واغتصبها عام 2021، بالسجن لأكثر من ست سنوات، وهو قرار وصفه فريق الدفاع عنها بأنه "تمييزي" وتعهد بالاستئناف في القضية.

وأثار الحكم ضد روكسانا رويز غضب المتابعين والجماعات النسوية الذين قالوا إنه يظهر عمق العنف القائم على النوع الاجتماعي، ويعكس سجل المكسيك السيئ في تقديم مرتكبي العنف الجنسي إلى العدالة.

وقال المحامي أنخيل كاريرا: "ستكون سابقة سيئة إذا استمر هذا الحكم. إنه يرسل رسالة إلى النساء بأنه إذا تعرضن للاغتصاب لا يحق لهن الدفاع عن أنفسهن".

وفي القرار المثير للجدل الصادر عن محكمة في المكسيك، أكد القاضي أنه رويز تعرضت للاغتصاب، لكنه اعتبر أن الفتاة البالغة 23 عامًا مذنبة بجريمة قتل "بسبب استخدام مفرط للدفاع عن النفس".

وقال القاضي: "إن ضرب الرجل على رأسه كان سيكفي للدفاع عن نفسها".

وإضافة إلى سجنها، أُمرت المحكمة رويز بدفع أكثر من 16000 دولار كتعويضات لعائلة الرجل الذي اغتصبها.

حادثة الاغتصاب

وتعود حادثة الاغتصاب إلى أيار/ مايو 2021، حينما كانت رويز تعمل في بيع البطاطس المقلية في المكسيك.

وبعد دوام العمل، وأثناء تناولها الجعة مع صديقتها، التقت برجل وقضيا الليل معًا في أحياء المدينة.

وعند انتهاء اللقاء، طلب الرجل منها مرافقتها إلى منزلها والنوم هناك نظرًا لبعد مكان سكنه، فوافقت رويز مشترطة أن ينام في غرفة أخرى وعلى فراش يتم وضعه على الأرض، فوافق الرجل.

لكن وأثناء نومها، اقترب الرجل منها وضربها ومزّق ملابسها واغتصبها، وخلال محاولتها الفرار منه، قتلته دفاعًا عن نفسها.

وبسبب حالة الذعر التي اعترتها، وضعت رويز جثة الرجل في كيس وسحبتها إلى الشارع، حيث وجدتها الشرطة وأوقفتها.

وعلى الرغم من إخبارها للشرطة بتعرضها للاغتصاب، أكد كاريرا أن فحص الطب الشرعي لم يُجر قط، وهي خطوة حاسمة في محاكمة قضايا العنف الجنسي.

بدلًا من ذلك، رد ضابط بأنها "ربما أرادت ممارسة الجنس مع الرجل في البداية ثم غيرت رأيها"، على حد قوله.

حالات الاعتداء الجنسي في المكسيك

وفي مقابلة سابقة مع "أسوشييتد برس"، قالت رويز: "يؤسفني ما فعلته، لكن إذا لم أفعل ذلك، فكنت سأموت".

وأضافت: "من الواضح أن الدولة تريد أن تصمتنا، وتجعلنا خاضعات وموتى".

واتهمت جماعات حقوق المرأة مرارًا وتكرارًا السلطات المكسيكية بإعادة إيذاء الناجيات بسبب الأحكام القضائية.

وأظهرت بيانات حكومية أن ما يقرب من نصف النساء المكسيكيات تعرضن للعنف الجنسي في حياتهن.

وفي عام 2022، سجلت الحكومة المكسيكية ما مجموعه 3754 حالة قتل نساء، بمعدل 10 في اليوم.

ومن المحتمل أن يكون هذا الرقم مجرد جزء بسيط من العدد الحقيقي بسبب تزايد حالات الاختفاء وعدم الإبلاغ عن أعمال العنف في البلاد.