برنامج الأغذية العالمي دق ناقوس الخطر، قائلًا إن انسحاب روسيا من معاهدة الحبوب، وشُحّ التمويل لبرامج المساعدات، يضطر البرنامج لقطع المعونات الغذائية عن أناس هم في أمسّ الحاجة إليها.
أثر انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود سلبًا على عمليات الإغاثة التي يقوم بها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
وقال نائب المدير التنفيذي للبرنامج، كارل سكاو، بعد عودته من سوريا حيث زار حمص ودمشق: "لا نعرف بالضبط كيف سيتطور السوق، لكن قد تكون هناك زيادة في الأسعار".
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن الأسبوع الماضي أنه جمع 5 مليارات دولار فقط لهذا العام، أي أقل من نصف هدفه البالغ 10-14 مليار دولار.
وخفضت المنظمة الأممية مساعداتها الغذائية والنقدية في جميع أنحاء العالم في الأشهر الأخيرة بسبب ما وُصف "بأزمة تمويل غير مسبوقة".
وأثّر انسحاب روسيا من اتفاقية حبوب البحر الأسود التي ساعدت في تأمين القمح الأوكراني أيضًا على برنامج الأغذية العالمي، الذي اشترى 80٪ من إمدادات القمح من الدولة التي مزقتها الحرب هذا العام.
وكافحت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية لسنوات للوصول إلى الميزانية المطلوبة، بالأخص في التأثير الاقتصادي لجائحة كورونا ولحرب أوكرانيا.
بالنسبة للشرق الأوسط، يشمل هذا التأثير المساعدات المقدمة لسوريا التي مزقتها الحرب، وكذلك المساعدات المقدمة للاجئين السوريين في دول الجوار، التي هي أصلا تواجه أزمات اقتصادية، مثل الأردن ولبنان.
في حزيران/ يونيو، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن تخفيض كبير في المساعدات لسوريا بسبب انخفاض الميزانية، مما يعني إقصاء مليوني شخص من أصل 5.5 مليون شخص كانوا يستفيدون من برامج المنظمة، والتركيز على الفئات الأكثر ضعفاً - أولئك الذين يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة لمدة أسبوع.
ويقول سكاو: "بصراحة، من الصعب معرفة كيف سيتدبر هؤلاء الأشخاص، لأن جميع المستفيدين من مساعداتنا هم في حاجة ماسة إليها".
وخفض برنامج الأغذية العالمي المساعدات النقدية الشهرية لـ 120 ألف لاجئ سوري يعيشون في مخيمات في الأردن في يوليو/تموز. وسيُقطع تدريجيًا 50 ألف لاجئ إضافي من المساعدة كليًا ضمن برنامج كان يستفيد منه في البداية 465 ألف لاجئ.
في آذار/ مارس، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، إن التخفيضات المستمرة في التمويل قد تتسبب في هجرة جماعية ومجاعة في غضون 12-18 شهرًا القادمة. لم تتراجع هذه المخاوف بعد، حيث تتزايد الاحتياجات وتكافح المنظمات للحصول على التمويل الكافي لتلبيتها.
ويوضح سكاو قائلًا: "عندما يكون الأشخاص الأكثر ضعفًا في مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي، وعندما لا يتلقون مساعدتنا الغذائية، فهناك خياران فقط: إما يموتون أو يهاجرون".