"قتل دون أي مبرر".. والد المراهق الفلسطيني رامي الحلحولي يروي اللحظات الأخيرة في حياة ابنه

منذ 8 أشهر 87

فيديو اللحظات الأخيرة التي عاشها رامي الحلحولي انتشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

أشعل طفل فلسطيني يبلغ من العمر 12 عامًا في القدس الشرقية فتيل لعبة نارية، ورفعها في الهواء، وقبل أن تنفجر وتضيء السماء باللون الأحمر، أطلقت الشرطة الإسرائيلية النار عليه فسقط أمام منزله.

فيديو اللحظات الأخيرة التي عاشها رامي الحلحولي انتشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبحسب نشطاء ومنظمات حقوقية، تعكس هذه الحادثة، ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بدون مبرر، بما في ذلك الأطفال، على يد القوات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر.

وأشارت عائلة الحلحولي إلى أن الفتى تعرض لإصابة برصاصة أُطلقت من برج مراقبة للشرطة الإسرائيلية يطل على مخيم شعفاط للاجئين.

وأضافت أن رامي وشقيقه وأربعة من أصدقائهم كانوا يلهون بإطلاق الألعاب النارية احتفالاً بنهاية يوم آخر من شهر رمضان، الذي يعتبر شهراً مقدساً لدى المسلمين، ويتميز بالصيام من الفجر حتى الغسق.

ومن جهتها، تؤكد الشرطة الإسرائيلية أن الضابط الذي أطلق النار اتبع الإجراءات الصحيحة وفقًا للقوانين، نظرًا لوجود تهديد لحياة فرد آخر. وتضيف الحكومة الإسرائيلية أنها تجري تحقيقًا في الحادثة.

وكان علي الحلحولي، والد الصبي، في المنزل عندما سمع طلقة نارية، ثم صراخ رامي، وهو ينادي على والدته.

وتصاعدت أعمال العنف في أنحاء القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، عندما نفذت حركة حماس هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل أدى إلى اندلاع حرب دامية تخوضها الدولة العبرية في قطاع غزة.

وقتل ما لا يقل عن 435 فلسطينيا من القدس الشرقية والضفة الغربية بنيران إسرائيلية منذ ذلك الحين، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

وبحسب منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، حوالي 100 من هؤلاء القتلى الفلسطينيين البالغ عددهم 435 كانوا من الأطفال دون سن 18 عامًا.

ومن بين العمليات التي نفذها الجيش الإسرائيلي، وأودت بحياة هؤلاء، 60 حادثة، أكدت المنظمة غير الحكومية أنه لا يمكن تبرير استخدام العنف القاتل فيها، من بينها إطلاق النار على أطفال ومراهقين شاركوا في رمي الحجارة، أو في الاحتجاجات.

الحلحولي، الأصغر بين سبعة أشقاء، أصيب بالرصاص عند حوالي الساعة الثامنة مساء.

وكان على بعد حوالي 60 مترًا (200 قدم) من برج مراقبة الشرطة الإسرائيلية؛ ويظهر مقطع فيديو للحادثة الحلحولي، وهو يوجه الألعاب النارية في الاتجاه التقريبي لبرج المراقبة، ولكن ليس نحوه مباشرة.

واعترفت الشرطة بإطلاق النار المميت في ذلك المساء، قائلة إن قواتها ردت على إطلاق النار بعد إطلاق الألعاب النارية على برج المراقبة.

وقالت الشرطة إنه طوال ليلة الاثنين والثلاثاء الماضيين، قام متظاهرون فلسطينيون من المخيم بإلقاء زجاجات حارقة وإطلاق ألعاب نارية على القوات الإسرائيلية.

وقال إبراهيم الحلحولي، وهو قريب علي، ويبلغ من العمر 16 عاما، وهو يقف في المكان الذي قتل فيه علي، إنهم لا يقتربون الآن من الزقاق.

وكان مخيم شعفاط، الذي يقطنه نحو 60 ألف فلسطيني، نقطة اشتعال منذ فترة طويلة.

وهو عبارة عن حي فقير ومكتظ بالسكان ويفتقر إلى الخدمات البلدية على الرغم من وقوعه داخل حدود مدينة القدس.

ومخيم شعفاط مفصول عن بقية القدس بنقطة تفتيش مكتظة بالجنود، وتقوم القوات الإسرائيلية بانتظام بمداهمة المخيم لاعتقال ما تزعم تل أبيب أنهم نشطاء مشتبه بهم.

وبعد وقوع إطلاق النار، أكد علي الحلحولي أن أبناءه نقلوا جثمان رامي إلى مركز طبي في منطقة شعفاط، حيث تم الإعلان عن وفاته من قبل العاملين هناك.

وعندما كانت العائلة في حالة من اليأس، تم العثور على سيارة إسعاف لنقل الفتى إلى مستشفى هداسا، وهو أحد أكبر المرافق الطبية في إسرائيل، حيث أكد الأطباء أن الرصاصة قد أصابت قلبه.

وبعد وقت قصير، وصل ضابط شرطة إلى الجناح، وطلب نقل الجثة إلى معهد الطب الشرعي الإسرائيلي لإجراء تشريح لها.

وقال علي الحلحولي، الأب البالغ من العمر 61 عامًا، إنه ترك دون أي أخبار لعدة أيام، ومن ثم تلقى 3 اتصالات من ضباط مختلفين، أخبروه أن جثمان ابنه سيتم إعادته قريبًا.

وفي أحد الاتصالات قيل له إنه يتوجب تقييد عدد الحاضرين إلى مراسم الجنازة إلى أقل من 40 شخصاً، وإلا سيواجه عقاب وغرامة.

وأضاف أنه تم تسليم الجثة في نهاية الأمر إلى الأسرة ليلة الأحد، وقامت بدفنها في صباح اليوم التالي.

وقالت هي هيئة وزارة العدل الإسرائيلية التي تحقق في سلوك الشرطة، لوكالة أسوشييتد برس، إن التحقيق مع الضابط الذي أطلق النار على الفتى لا يزال مستمرا.