قتل حيوانات الكنغر لحمايتها من الجوع في أستراليا

منذ 1 سنة 132

أشار مختصون إلى أن قتل حيوانات الكنغر وإرسالها لاستهلاك لحومها أو للإفادة من جلدها، يشكّل وسيلة لتجنيبها معاناة شديدة، وللسيطرة على أعدادها.

قد تَنفق الملايين من حيوانات الكنغر الأسترالية جوعاً ما لم تُضبط الزيادة الكبيرة الحاصلة راهناً في أعدادها، على ما نبّه خبراء الحياة البرية ومنظمات الحفاظ على البيئة، ووصل الأمر بالبعض إلى حد اقتراح إعدام قسم من هذه الحيوانات إنقاذاً للبقية.

تمثل حيوانات الكنغر، رمز أستراليا، مشكلة بيئية كبيرة للدولة العملاقة بسبب دورة تكاثرها، إذ يمكن أن يصل عددها إلى عشرات الملايين عندما يكون العلف وفيراً بعد موسم غزير للأمطار. لكنّ أعدادها قد تتراجع بشدة في حال نقص الغذاء.

وقالت عالمة البيئة كاثرين موسبي لوكالة فرانس برس "خلال موسم الجفاف الأخير، بيّنت تقديراتنا أن 80 في المائة إلى 90 في المائة من حيوانات الكنغر نفقت في مناطق معينة".

وأشارت إلى أن هذه الحيوانات "تدخل إلى مراحيض عامة وتأكل مناديل الحمام. أو ترقد على الطرقات جائعة بينما تحاول صغارها إيجاد ما تأكله".

وبحسب موسبي، فإن قتل حيوانات الكنغر وإرسالها لاستهلاك لحومها أو للإفادة من جلدها، يشكّل وسيلة لتجنيبها معاناة شديدة، وللسيطرة على أعدادها.

وتشير موسبي إلى أن هذا الأمر "يحافظ على إبقاء عدد الحيوانات تحت المراقبة، بما يجنّب أيّة مشكلات تتعلق برفاهيتها في حالات الجفاف"، مضيفة "إذا نظرنا إليها كمورد وتولّينا إدارتها بهذه الطريقة، فلن نشهد تقلصاً كارثياً في أعدادها كما يحصل الآن".

توفّر الحكومة الأسترالية حماية للكنغر، لكنّ الأنواع الأكثر انتشاراً ليست معرضة لخطر الانقراض. وهذا يعني أن اصطيادها جائز، بشرط الحصول على إذن، في معظم الأراضي.

في كل عام، يُذبح ما يصل إلى خمسة ملايين حيوان كنغر من أجل لحومها أو جلودها. وبحسب دينيس كينغ من جمعية قطاع منتجات الكنغر الأسترالية، فإن البلاد على أعتاب طفرة في أعداد الحيوانات.

ويوضح كينغ "بعد ثلاث سنوات من ظاهرة +ال نينيا+ على الساحل الشرقي، هذا السيناريو المثالي لنمو حيوانات الكنغر خلال العامين المقبلين"، في إشارة إلى ظاهرة الغلاف الجوي التي تسببت في هطول أمطار غزيرة في أستراليا. ويلاحظ كينغ أن "دورة التكاثر تتسارع" لدى حيوانات الكنغر.

وبحسب تقديراته، انخفض عدد حيوانات الكنغر في أستراليا إلى أقل من 30 مليوناً بعد الجفاف الرهيب في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنه عاد للارتفاع منذ ذلك الحين وقد يتجاوز 60 مليوناً قريباً.

"مذبحة وحشية"

تندد منظمات للرفق بالحيوان بعمليات الذبح التجاري لهذه الحيوانات، واصفة إياها بأنها "مذبحة قاسية". وقد ضغطت على ماركات عالمية كبرى للملابس الرياضية، مثل "نايكي" و"بوما"، للتوقف عن استخدام جلد الكنغر في منتجاتها.

وقالت متحدثة باسم "نايكي" في آذار/مارس الفائت إن الشركة "انفصلت عن مورّدها الوحيد لجلود الكنغر عام 2021، وستتوقف عن تصنيع أي منتجات بجلد الكنغر في عام 2023".

في ولاية أوريغون شمال غرب الولايات المتحدة، حيث تأسست شركة نايكي، قدم مسؤولون محليون مشروع قانون في أوائل عام 2023 لحظر استخدام "أي جزء من حيوان كنغر ميت".

ونددت منظمة "أنيمالز أستراليا" للرفق بالحيوان، بـ"ذبح هذه الحيوانات المتوطنة (في أستراليا) من أجل الربح التجاري".

لكن الحملات لإنهاء هذه الصناعة، رغم نيتها الحسنة، تنطوي على تضليل، وفق الخبير البارز في إدارة أعداد حيوانات الكنغر جورج ويلسون.

ويوضح ويلسون لوكالة فرانس برس "يقولون إن هذا الأمر ليس أخلاقيا. لكنّ غير الأخلاقي هو تركها تتضور جوعا". ويضيف "الأمر الوحشي هو عدم الوقوف متفرجين" أمام هذه المشكلة.

رأي تشاطره موسبي التي تقول "إن وقف قتل حيوانات الكنغر بسبب جلودها أو لحومها لن يجلب أي فائدة"، بل "سيجعل الأمور أسوأ".