بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 05/11/2022 - 18:20
لا تزال قاذفة "بي-1بي" التي وضعت في الخدمة العسكرية عام 1986 تمثل العمود الفقري للقاذفات الاستراتيجية لدى الجيش الأمريكي حالياً. ومن المقرر إبقاؤها في الخدمة حتى العام 2040 وربما أبعد من ذلك.
وكان مسؤول في وزارة الدفاع في سيول قال سابقاً، السبت، إن القاذفة الاستراتيجية ستُشارك في التدريبات الجوّية المشتركة الجارية مع كوريا الجنوبية، في استعراض للقوة بعد عمليات الإطلاق الصاروخية التي نفذتها كوريا الشمالية.
هذه لن تكون المرة الأولى التي تتوجه فيها القاذفة إلى شبه الجزيرة الكورية.
فسابقاً في العام 2017، عندما خلص تقرير استخباراتي أمريكي إلى أن كوريا الشمالية أجرت تجربة ناجحة لصاروخ عابر للقارات، وأن بيونغ يانغ قادرة على توجيه ضربات نووية للمدن الأمريكية، نشر الجيش الأمريكي فوراً قاذفات "بي-1بي لانسر" في شبه الجزيرة.
ماذا نعرف عن القاذفة؟
تعتبر "بي-1بي" الاستراتيجية إحدى أيقونات سلاح الجو الأمريكي إبان فترة الحرب الباردة وكانت قاذفة استراتيجية، أي نووية. صُممت في بداية الأمر لتحلق على علوّ منخفض من أجل تفادي أنظمة الرادار السوفياتية.
بدأت تصاميمها الأولى في عهد الرئيس السابق، ريتشارد نيكسون، وأطلق عليها اسم "بي-1 آي" آنذاك، ولكن التصميم الأول الذي أنتج في السبيعينات لم يلق نجاحاً. وجاء خلفه رونالد ريغان في بداية الثمانينيات ودعم المشروع مجدداً، فأنتجت نحو مئة قاذفة "بي-1بي" من 1983 حتى 1988.
وفي نهاية الحرب الباردة، تم إدخال تعديلات كثيرة على "بي-1بي" من أجل تحويلها إلى قاذفة تحمل الذخائر التقليدية، واستُخدمت على نطاق واسع في عدة عمليات عسكرية أمريكية في الدعم الجوي القريب، ومهام القصف التكتيكي.
وفي العام 1998 تم استخدام "بي-1بي لانسر" للمرة الأولى في معركة حقيقة، كانت عملية "ثعلب الصحراء" كما يسميها الجيش الأمريكي والبريطاني، أي قصف الأهداف العراقية عام 1998 بعد فشل مفاوضات الأمم المتحدة مع الزعيم العراقي السابق صدام حسين.
موقع "ميليتاري ووتش"، المتخصص في الشؤون العسكرية، يشير بناء على بيان من وزارة الدفاع الأمريكية في 2017، إلى أنه إضافة إلى الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها القاذفة، لا يزال هناك شكّ فيما إذا كانت "بي-1بي لانسر" تمتلك حتى اليوم التقنية المطلوبة لتوجيه ضربة نووية، علماً أن برنامج نزع تسليحها النووي كان من المفترض أن يكون تم إنجازه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
ولكن رسمياً، الطائرة لم تعد طائرة قادرة على حمل رؤوس نووية.
بأي حال، فإن القاذفة قادرة على نقل أكبر حمولة من الأسلحة الموجهة (24 صاورخ كروز) وغير الموجهة (نحو 34 طناً) في مخزون القوات الجوية، مقارنة بغيرها من القاذفات.
طاقمها مؤلف من أربعة عناصر فقط. وبإمكانها تنفيذ غارات جوية هائلة بسرعة كبيرة في أي مكام من العالم، إذ صممت بطريقة تسمح لها بالطيران لمسافات طويلة من دون التزود بالوقود، وبسرعة 1.2 ماخ تقريباً ما يجعل منها الأسرع بين مختلف القاذفات الأمريكية.
وبعكس قاذفات أخرى تستخدم لضرب أهداف ثابتة، إن أنظمة الرادار التي زوّدت بها الطائرة تعطيها الفرصة لضرب أهداف متحركة بحسب ما يقوله الجيش الأمريكي. ومع التعديلات التي أجريت عليها بعد انتهاء الحرب الباردة، صارت القاذفة تعتمد بشكل أكبر على التكنولوجيا الرقمية، وهي مجهزة بنظام التموضع العالمي.