تأتي هذه الدورة وسط أجواء متوترة تسودها الانقسامات العالمية المتزايدة والحروب الكبرى في غزة وأوكرانيا والسودان، مع تهديدات بنشوب صراع أوسع في منطقة الشرق الأوسط.
بدأت يوم الثلاثاء أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث يجتمع قادة دول وحكومات وممثلون، وتستمر الفعاليات حتى 30 سبتمبر/أيلول. تأتي هذه الدورة في وقت يعاني فيه العالم من انقسامات متزايدة وصراعات خطيرة، خصوصًا في غزة وأوكرانيا والسودان، مع تهديدات بنشوب صراعات أوسع في منطقة الشرق الأوسط.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
افتتح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاجتماع بخطاب حذر فيه من أن "العالم يسير نحو الفوضى". وشدد على تفاقم الصراعات في مناطق متعددة، مشيرًا إلى التهديدات النووية وتطوير أسلحة جديدة.
ودعا إلى ضرورة إنشاء نظام عالمي فعال وعادل لمواجهة التحديات الراهنة، بما في ذلك التغيرات المناخية.
الرئيس الأمريكي جو بايدن
في كلمته، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن على أهمية الحد من التهديد النووي، مشيرًا إلى أن الانسحاب من أفغانستان كان قرارًا صائبًا.
وتناول بايدن الأزمات العالمية بما في ذلك الصراع في أوكرانيا والحرب في غزة، مشددًا على ضرورة ضمان عدم تكرار أحداث 7 أكتوبر، وذكر أنه يعمل مع قطر ومصر على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن.
وحذر من أن أي حرب شاملة في الشرق الأوسط ستكون في مصلحة أحد.
الملك الأردني عبد الله الثاني
من جانبه، اعتبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن العالم يمر بمرحلة خطيرة، حيث تزداد الأزمات بشكل متسارع. وأشار إلى أن القانون الدولي يُطبق بشكل انتقائي، معبرًا عن قلقه من الفظائع في غزة. وأكد على رفضه للتهجير القسري للفلسطينيين، واصفًا إياه بأنه جريمة حرب، مشددًا على ضرورة إنهاء حرب غزة.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدول التي لم تعترف بفلسطين بعد إلى اتخاذ موقف تاريخي، محذرًا من أن إسرائيل تهدد بإشعال الحرب في المنطقة.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تمارس "تطهيرا عنصريا" ضد الفلسطينيين، مبرزًا أن الدعم غير المشروط لإسرائيل يعزز من ممارساتها.
كما أشار إلى أن "المقاومة الفلسطينية تُعتبر حقًا مشروعًا في مواجهة الاحتلال".
ومن المقرر أن تنتهي جلسة الجمعية العامة السنوية في 30 سبتمبر، بعد "قمة المستقبل" التي استمرت يومين واعتمدت خطة تهدف إلى توحيد جهود الدول لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
وقد طالبت وثيقة "ميثاق المستقبل" قادة الدول الأعضاء بتحويل الوعود إلى أفعال ملموسة تؤثر إيجابيًا في حياة أكثر من 8 مليارات شخص حول العالم.
ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لهجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، تركزت الأضواء على الحرب في غزة والعنف المتصاعد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
ومن المقرر أن يتحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس صباح الخميس، يليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد الظهر.
كما سيحظى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بفرصة الحديث مرتين، حيث سيشارك في اجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء.
يأتي هذا الاجتماع في وقت حرج يشهد فيه العالم تحديات متعددة ومعقدة، مما يجعل دور الأمم المتحدة أكثر أهمية من أي وقت مضى في تعزيز التعاون الدولي وإيجاد حلول للمشكلات العالمية الملحة.
ويتطلع المجتمع الدولي إلى نتائج ملموسة من هذا الاجتماع تساهم في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة على الصعيد العالمي.