هناك سيدة قطرية أقدمت على خطوة لا تقدم عليها أي امرأة، من دون أن تتهم إما بالتهور وإما بصغارة العقل، ولكنها أقدمت عليها من دون تردد، وكأنها تقول للمنتقدات لها: (عين الحسود فيها عود).
ففي بادرة رائعة وغريبة في الوقت نفسه، قامت السيدة (أم فهد) من سكان مدينة (الوكرة) بتزويج زوجها من إحدى قريباتها، نعم زوّجت (أبو جدّه)، وذلك بعد شهر واحد من إحالته على التقاعد من أحد القطاعات العسكرية.
ولم تكتف بذلك، بل قررت أن تسكن (العروسة الجديدة) في الغرفة المجاورة لغرفتها، ودفعت أبناءها إلى تقديم هدايا للعروسين، وهو من شدّة فرحته وامتنانه (أجهش بالبكاء) –يا حبّة عيني -.
وفوق ذلك قدّمت له هدية العرس، وهي تكفُّلها بقضاء العروسين لمدة أسبوع كامل في فندق خمس نجوم في اللؤلؤة، كما قامت هي شخصياً بتوزيع بطاقات الدعوة على الأقارب والأصدقاء والجيران، بكل روح رياضية، وكانت هي أولى الراقصات (بالزفّة)، إلى درجة أنها من حماستها أخذت تشرشر بالعرق، وكلما حاولوا إجلاسها رفضت.
وقد بررت قيامها بذلك، بقولها، وهي تبتسم، بأنها استشعرت أن زوجها لديه القدرة على الزواج من امرأة (ثانية)، وكان وفياً معها لأكثر من 32 عاماً، وعندما شاهدت الضجر والكآبة تبدو على محيّا شريك عمري بعد انقضاء مدة خدمته وجلوسه في المنزل من دون عمل، استخرت الله سبحانه وتعالى على تزويجه، وقررت أن أخطب له، وتم عقد الزواج بكل يسر وسهولة، وأضافت أيضاً قائلة لا فُض فوها: إنني ومن خلال ما سمعت وعرفت من صديقاتي وقريباتي بأن الرجل إذا أحيل للتقاعد يبدأ الشعور بالضيق والملل وربما يصيبه الاكتئاب - لهذا قررت هي أن تريح نفسيته بالزواج الثاني، أراحها الله في قبرها بعد عمر طويل.
وهي تختلف عن امرأة عربية أخرى، اقترنت منذ ردح من الزمن برجل أكل عليه الدهر وشرب أكثر من نصف قرن.
وفي إحدى الليالي، وبينما كان هو يغط في سبات عميق، أخذت هي تبحبش في أوراقه الخاصة، وإذا بها تقع على صورة له مع فتاة شابة، فجن جنونها وقررت أن تثأر لكرامتها.
وما إن أشرق عليها الصباح، إلّا وهي تذهب إلى المحكمة طالبة (الخلع)، ومعها الصورة والدليل القاطع على خيانته.
وعندما استدعى القاضي الزوج وأراه الصورة، وإذا به ينفجر ضاحكاً وهو يقول له: إنها صورتها هي معي عندما كان عمرها 25 سنة، فتبسم القاضي وهو يقول: قاتل الله (ألزهايمر)!!