بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 08/12/2022 - 10:56
عندما وصلت مياه الفيضانات إلى كوخ عائشة علي، المشيّد من القش وسعف النخيل، جمعت ما تمكنت من جمعه من متعلقاتها وغادرت سيراً على الأقدام مع أطفالها الثمانية الصغار. كانت عائشة التي تبلغ من العمر 40 عاماً تعلم في قرارة نفسها أنها قد لا ترى منزلها وعائلتها مرة أخرى. وقد عاشت عائشة مأساة حقيقية عندما فقدت أربعة من أبنائها غرقاً في الفيضانات.
في قرية نائية بمنطقة غاشوا بولاية يوبي، وهي منطقة زراعية إلى حد كبير شمال شرق نيجيريا، تعرف البنية التحتية وضعاً كارثياً جراء الفيضانات السنوية للمياه الزائدة من النهر المحلي حيث لا يولي معظم القرويين اهتماماً كبيراً للعلامات التحذيرية عند ارتفاع مستوى المياه.
أزمة إنسانية
التعامل مع الفيضانات في المنطقة هو أسلوب حياة. ولكن هذا العام، غمرت الأمطار الغزيرة نيجيريا والدول المجاورة في فيضانات لم تشهدها المنطقة منذ عقد على الأقل ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى تغير المناخ.
الفيضانات التي شهدتها نيجيريا والتي بدأت في يونيو-حزيران كانت الأكثر تدميراً منذ أكثر من عقد، وفقاً لسلطات الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، فقد قضى أكثر من 600 شخص خلال هذه الكارثة، التي تسببت في تدمير آلاف المنازل وإتلاف الأراضي الزراعية ونزوح أكثر من 1.3 مليون شخص.
أزمة بيئية
انقلبت الحياة وسبل العيش رأساً على عقب. فقد كشفت الأزمة البيئية جانباً هاماً من الأزمة الإنسانية: صراع دام عقداً من الزمن وترجع جذوره إلى تمرد يدفعه المتطرفون ضد الحكومة.
الهجمات العنيفة شائعة، لا سيما في الشمال حيث يتعاون المتطرفون المدعومون ممن يسمى "الدولة الإسلامية" الآن مع الجماعات المسلحة من الرعاة السابقين الذين يعتدون على السكان من أجل الحصول على المياه والأراضي.
أدت الفيضانات إلى صعوبة توصيل المساعدات والإمدادات. ويرجح المسؤولون أن الفيضانات حدثت بسبب تسرب المياه الزائدة من سد لاغدو في الكاميرون وسقوط معدلات أمطار أعلى من المعتاد.
ولا تزال العائلات تناضل من أجل العيش، فقد تلقت عائشة علي وزوجها وأطفالها مساعدات غذائية ضئيلة من الحكومة المحلية، أما الكهرباء والماء الشروب والطرق الصالحة، فهي تعتبر من الكماليات.
يوميات حزينة
أفادت السلطات بأنها وزعت مواد إغاثية على العائلات المتضررة وحاولت إجلاء بعضها إلى مخيمات النازحين، ولكن لا توجد مثل هذه المخيمات أو الجهود في قرية طابوة حيث لجأت عائشة وعائلتها، وهي قرية يبلغ عدد سكانها 1000 نسمة.
وأولئك الذين يفرون إلى مخيمات النازحين على بعد عشرات الأميال، عليهم أخذ زمام المبادرة بأنفسهم، إذ لا تقوم السلطات بمجهودات تُذكر لمساعدة السكان.
إحدى بنات عائشة تعيش حنيناً لشقيقاتها وشقيقها الذين هلكوا في الفيضانات حيث تقضي أيامها في مزاج حزين ودون رغبة في اللعب، وخلال الليل يكون الأمر في غاية الصعوبة لأنها لم تتعود على النوم بمفردها.