أجبرت الفيضانات الشديدة النازحين من الحرب الأهلية في السودان على الانتقال مجددا، مما أضاف عبئا إضافيا على معاناة الأسر التي كانت منهكة بالفعل بسبب الصراع المستمر منذ أكثر من عام.
استفاقت الأسر التي كانت تقيم في مجمع مدرسي بولاية كسلا الشرقية لتجد مياه الفيضانات قد اجتاحت الخيام، مما تسبب في تسرب المياه إليهم أثناء نومهم.
كانت القمصان والسراويل المبتلة بالطين مبعثرة على الأرض داخل الخيام، فيما غمرت المياه ممتلكاتهم ومركباتهم، كما ذكرت مروة موسى محمد، إحدى النساء النازحات.
استجابة للأزمة، قدمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خيام الطوارئ، وساعدت في إعادة توطين الأسر المتضررة، ووصفت الاحتياجات، بما في ذلك توفير المياه والنظافة والصرف الصحي، بأنها "ضخمة". وأفادت المفوضية يوم الجمعة أنه تم نقل ما لا يقل عن 200 أسرة حتى الآن.
تأثر أكثر من 11 ألف شخص، بما في ذلك اللاجئون والمجتمعات المحلية في ولاية كسلا الشرقية، بالفيضانات والأمطار الغزيرة التي ضربت المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين.
ومن المتوقع أن تشهد المنطقة مزيدًا من العواصف في الأيام القادمة.
تسارعت الأزمة الإنسانية في البلاد منذ بدء القتال قبل أكثر من عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي".
ووصفت بيتشنجي مالايكا باليكويشا، رئيس المكتب الفرعي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في كسلا، الفيضانات الأخيرة بأنها "أزمة فوق أزمة".
ووفقًا للمفوضية، أُجبر أكثر من 10 ملايين شخص على الفرار من منازلهم داخل السودان أو عبر الحدود، وبعضهم اضطر للانتقال عدة مرات.