بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر على غلاف غزة، وردت عدة تقارير تزعم قيام مقاتلي الحركة وبقية الفصائل التي شاركت في الهجوم باغتصاب عدد من النساء، لكن تحقيقا حديثا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أظهر العكس.
كانت الرواية الأكثر تداولًا هي التي رواها مسعف إسرائيلي، نقل لقنوات إعلامية عالمية شهادته المزعومة عن رؤيته شقيقتين في مجمع بئيري شرق قطاع غزة مقتولتين، وقد تعرضتا لعنف جنسي بحسب الآثار الواضحة على الجثتين.
قال المسعف، وهو جندي احتياطي في وحدة خاصة بالقوات الجوية، إن إحدى الفتاتين كانت ملقاة على جانبها، وسروالها الداخلي ممزق، مع وجود كدمات على فخذها، وقال إن ملابس نوم الأخرى كانت منزوعة إلى ركبتيها، ومؤخرتها مكشوفة مع وجود سائل منوي على ظهرها.
قتل نحو 97 شخصًا في بئيري يوم السابع من أكتوبر، وكانت أكثر التجمعات القريبة من غزة تضررًا من الهجوم.
لكن فيديو جديد قوض رواية المسعف الإسرائيلي الذي يعمل في وحدة النخبة، وكان يصرح لوكالات الأنباء رافضًا الكشف عن اسمه. الفيديو الجديد الذي نشرت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالًا دحض الرواية الأولى التي نقلها المسعف.
وفي تفاصيل الفيديو الجديد الذي صوره جندي إسرائيلي كان في بئيري أثناء الهجوم، أظهر جثث ثلاث نساء بكامل ملابسهن دون وجود آثار أو علامات تدل على وقوع عنف جنسي، تم تصوير الفيديو في نفس البيت الذي يعتقد العديد من السكان أن الاعتداءات وقعت فيه.
الاعتقاد بأن المكان في الفيديو الجديد هو نفسه المقصود في رواية المسعف، يعود إلى أن السكان قالوا إنه لم يتم قتل فتاتين مراهقتين في أي منزل آخر في بئيري.
وقالت نيلي بار سيناي، عضو مجموعة من الكيبوتس التي بحثت في ادعاءات الاعتداء الجنسي في المنزل: "هذه القصة كاذبة."
وفي تحقيقها عن الموضوع، تواصلت صحيفة "نيويورك تايمز" مع المسعف للتأكد ما إذا كان متمسكًا بروايته، لكنه رفض التعليق وقال إنه يريد نسيان ما حدث.
ولم يتمكن التقرير من تحديد وقوع عنف جنسي في بئيري، معتبرًا أن الحالتين اللتين أبلغ عنهما المسعف "لا أساس لهما". ونفى قادة حماس في أكثر من مناسبة جميع الاتهامات الاغتصاب أو ارتكاب عنف جنسي أثناء الهجوم وبعده.