بعد مرور عام على اندلاع الحرب الأهلية في السودان، التي أودت بحياة الآلاف وأجبرت 8 ملايين شخص على الفرار من منازلهم، دفع نقص المساعدات بالإضافة إلى الظروف غير المستقرة السكان إلى حافة المجاعة.
اندلعت الحرب في منتصف نيسان أبريل من العام الماضي، عندما تصاعدت التوترات بين الجيش الذي يقوده عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، بقيادة الفريق أول ركن، محمد حمدان دقلو، وبدأت الاشتباكات في شوارع الخرطوم قبل أن تنتشر إلى جميع أنحاء البلاد.
وقاد البرهان ودقلوا قبل ثمانية عشر شهرًا من الحرب انقلابًا عسكريًا على الحكومة المدنية التي تشكلت عقب أسقطاط حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير في عام 2019 وسط انتفاضة شعبية ضد حكمه الذي دام ثلاثة عقود.
وكان الانقلاب والحرب بمثابة ضربة قوية لآمال السودانيين في حكم ديمقراطي.
منذ أكتوبر/تشرين الأول، وبينما طغت الحرب الدموية التي تشنها إسرائيل على غزة، وتحول الاهتمام العالمي عن القضايا التي كانت تسيطر على المشهد، كالحرب في السودان، ظل النازحون السودانيون يقاتلون من أجل البقاء.
وفي أم درمان، ثاني أكبر مدينة في السودان من حيث عدد السكان، يعيش النازحون في مدرسة وفي ملاجئ مؤقتة.
وقالت سهام صالح وهي سودانية نازحة إنها تكافح من أجل توفير الغذاء الكافي لأطفال المخيم، إذ أن المواد الغذائية الوحيدة المتوفرة هي "العدس والأرز والعصيدة". لمنها أكدت قيام إحدى المنظمات مؤخرًا بتوفير كمية من المكملات الغذائية للأطفال دون سن الخامسة.
الزراعة
يشتكي المزارعون السودانيون من نقص الموارد وغياب التمويل الحكومي وارتفاع أسعار الأسمدة النباتية، الأمر الذي يعيق عملهم ويزيد من معاناتهم.
يقول أحد المزارعين المقيمين بالقرب من مدينة المناجل بالجزيرة، لوكالة أسوشيتد برس، إنه مع ارتفاع تكاليف الأسمدة، وانخفاض أسعار المحاصيل، ونقص الري أو العمال، فإن المزارعين "يعانون".
وقال: "كنا نحصل على ثلاثة أكياس لكل فدان، لكننا الآن نحصل على واحد فقط".
حكايات "مروعة"
تروي الأسر السودانية التي فرت وتركت منازلها بسبب الحرب، حكايات مروعة شهدوها وفظائع عاشوها خلال هذه الحرب. فمن القصف العشوائي والخطق والقتل والتشريد إلى المجاعة والاغتصاب، مآسي عاشوها في الخرطوم وفي مدن أخرى.
وفي المنطقة الغربية من كارفور، كان الوضع مروعًا حيث انتشر العنف الجنسي والقتل على أساس عرقي الذي استهدف القبائل، ويلقى باللوم في تنفيذها على قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها.
وقالت المحكمة الجنائية الدولية إنها تحقق في مزاعم جديدة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في المنطقة التي كانت مسرحًا لحرب إبادة جماعية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن حوالي 3.5 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، أكثر من 710 آلاف منهم يعانون من سوء التغذية الحاد والوخيم.