أصبح صمود كتيبة "آزوف" الأوكرانية في وجه حصار القوات الروسية لمصنع "آزوفستال" العملاق للصلب في ماريوبول (بجنوب شرق أوكرانيا)، أحد أبرز رموز المقاومة منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير – شباط عام 2022.
ورغم السيطرة النهائية للقوات الروسية على موقع المصنع، استطاعت الكتيبة الأوكرانية الحفاظ على مواقعها لفترة طويلة، بشكل أبهر العالم رغم تفوق القوات الروسية من حيث العدد والعتاد.
وطبقاً لرستم باباييف، وهو بحار في اللواء 36 للمشاة البحرية الأوكرانية، فإن البسالة في القتال بثت الرعب في قلوب الجنود الروس. وقال رستم: "كنا نظن أننا سنموت. كنا نطلق عليهم النار من أسلحة "إيه كي أم" (AKM). نجونا لأن الروس كانوا خائفين أيضا"، مضيفا: "لم تكن لدينا ذخيرة. تم تطويقنا في حلقة، ثم في الحلقة الثانية فقدنا الكثير من الناس".
وقال الرقيب أوليغ كاراموف عن ضراوة المعارك: "لم يكن هناك حد عملياً للقصف. لقد تم قصفنا بقذائف الهاون، والمدفعية، وصواريخ غراد، وتعرضنا لإطلاق النار من السفن والطيران".
وعن تجربة وقوعه في الأسر الروسي عقب استسلام الكتيبة قبل الإفراج عنه لاحقاً، قال كاراموف: "كسروا أنفي وضلعيّ وإصبعي. سقطت على الأرض وكسرت إصبعي ثم جروني إلى أسفل الممر. كنت أنزف، لم أستطع التنفس، كنت أتألم".
وشكل مجمع آزوفستال للصناعات المعدنية في ماريوبول على شواطئ بحر آزوف، آخر جيب للمقاومة للمقاتلين الأوكرانيين ضد الجيش الروسي في المنطقة لعدة أسابيع العام الماضي، قبل السيطرة الروسية عليها.