في الوقت الذي تحتفل فيه فرنسا بانتصار الحلفاء ضد ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، يتذكر الجزائريون ما يُعرف بـ"مجازر 8 مايو" وهو اليوم الذي قُتل فيه الآلاف من الجزائريين المطالبين بالاستقلال عن الاستعمار الفرنسي عام 1945.
وتحيي الجزائر "اليوم الوطني للذاكرة" في الثامن من مايو – أيار من كل عام، تخليداً لأرواح الذين قُتلوا على يد القوات الفرنسية المستعمرة في مدن سطيف وقالمة وخراطة.
ووجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمس الثلاثاء خطاباً للأمة في ذكرى الأحداث، قال فيه "إن ملف الذاكرة لا يتآكل بالتقادم أو التناسي بفعل مرور السنوات، ولا يقبل التنازل والمساومة".
وأضاف تبون في بيانه: "وإنني في الوقت الذي أؤكد فيه الاستعداد للتوجه نحو المستقبل في أجواء الثقة، أعتبر أن المصداقية والجدية مطلب أساسي لاستكمال الإجراءات والمساعي المتعلقة بهذا الملف الدقيق والحساس وما يمثله لدى الشعب الجزائري".
وتأتي تصريحات تبون القوية لتذكر بالتوترات المستمرة مع فرنسا بعد أكثر من 60 عاما من حصول الجزائر على استقلالها إثر حرب مؤلمة (1954-1962).
وفي زيارة إلى الجزائر عام 2022، حرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إقامة علاقات ودية مع تبون ووافق على إنشاء لجنة من المؤرخين من البلدين لتقديم مقترحات للمصالحة بينهما.
وأصدرت اللجنة مقترحات هذا العام، بما في ذلك إعادة الوثائق والتحف من الأرشيف الفرنسي إلى الجزائر.
ومن المقرر أن يقوم تبون بزيارة رسمية إلى فرنسا خلال الفترة ما بين سبتمبر - أيلول وأكتوبر - تشرين الأول القادمين.