في ظل رهان أمريكي على الهند.. بايدن ومودي يشيدان بشراكة بلديهما

منذ 1 سنة 163

تغاضت إدارة بايدن إلى حد بعيد عن رفض الهند الانضمام إلى العقوبات الغربية على روسيا وشرائها النفط الروسي بسعر مخفّض، مركزة على تحالفها مع نيودلهي لمواجهة تحدي الصين وخطر الإسلام المتطرف.

أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن وضيفه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الخميس بالشراكة بين البلدين الديمقراطيين، في وقت تتطلع واشنطن إلى إيجاد ثقل موازن للصين في آسيا وتتجاهل الاتهامات للحكومة الهندية بالسلطوية.

توصل البلدان إلى اتفاقات مهمة بشأن محركات طائرات مقاتلة، والاستثمار في أشباه الموصلات، والتعاون في مجال الفضاء، فيما استقبل بايدن مودي بحفاوة في ثالث زيارة رسمية له خلال فترة رئاسته.

وسط هتاف آلاف من الهنود الأمريكيين باسمه في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، سار مودي على سجادة حمراء فيما حياه حرس الشرف.

وقال بايدن "لطالما اعتقدت أن العلاقة بين الولايات المتحدة والهند ستكون واحدة من أهم العلاقات في القرن الحادي والعشرين".

وتابع "التحديات والفرص التي تواجه العالم في هذا القرن تتطلب أن تعمل الهند والولايات المتحدة وتقودان معا".

واعتبر مودي، أقوى رئيس وزراء للهند منذ عقود، أن الزيارة رسمت "اتجاها جديدا" للشراكة مع الولايات المتحدة.

في وقت لاحق، ألمح مودي في خطابه أمام الكونغرس بمجلسيه إلى مخاوف الولايات المتحدة بشأن الصين معلنا دعمه لأن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ "حرة ومفتوحة وشاملة"، وهي عبارة تستعملها باستمرار الولايات المتحدة.

وقال مودي "الغيوم القاتمة للإكراه والمواجهة تحوم فوق منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

واعتبر الزعيم الهندي، أن "استقرار المنطقة أصبح أحد الاهتمامات المركزية لشراكتنا".

الدفاع عن سجل حقوقي مثير للجدل

كسر أنصار مودي البروتوكول بترديدهم اسمه خلال الخطاب الذي قاطعه ما لا يقل عن ستة أعضاء كونغرس من الحزب الديمقراطي على خلفية سجل مودي في مجال حقوق الإنسان.

لم يركز بايدن حديثه على هذه المخاوف، واكتفى بالتشديد على أن التعددية الدينية "مبدأ أساسي" لكل من الهند والولايات المتحدة، وقال إن القيم الديمقراطية "تواجه تحديات في جميع أنحاء العالم وفي كل من بلدينا".

وتابع الرئيس الأمربكي "العالم كله له مصلحة في نجاحنا... الحفاظ على ديمقراطيّتينا يجعلنا شريكين جذابين".

كما دافع مودي عن سجله، في محادثة مفتوحة مع الصحافة نادرة لرئيس الوزراء الذي عادة ما يلتزم خطابه المكتوب، علما بأنه كان قبل عقد حاكم ولاية غوجارات ومُنع من دخول الولايات المتحدة على خلفية العنف الديني.

وقال منتقدا المشككين في الطابع الديمقراطي للهند "بغض النظر عن الطائفة أو العقيدة أو الدين أو الجنس، لا مكان للتمييز على الإطلاق".

بعد توليه رئاسة الوزراء عام 2014، أصدرت الهند قانونا مثيرا للجدل بشأن الجنسية، وألغت الوضع الخاص لكشمير ذات الغالبية المسلمة، كما شهد البلد أعمال عنف ضد الأقليات، وقد أشار تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية إلى الخطاب التحريضي لأعضاء في حزب مودي "بهاراتيا جاناتا".

كذلك واجه مودي انتقادات بسبب مداهمات الشرطة لوسائل إعلام وعزل زعيم المعارضة من البرلمان.

وقال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الخميس، إن الهند تواجه خطر "التفكك" ما لم تُحترم الأقلية المسلمة، داعيا لإثارة القضية مع مودي.

اتفاقان دفاعيان مهمان

استقبل بايدن ضيفه بحفاوة شملت دعوته إلى حفل عشاء استعانت السيدة الأولى جيل بايدن في تجهيزه بطبّاخ نباتي شهير من كاليفورنيا لطهي الطعام لرئيس الوزراء الذي يتّبع حمية نباتية.

وفي اتفاق أشاد به مودي باعتباره علامة فارقة، وافقت الولايات المتحدة على نقل تكنولوجيا إلى الهند مع بدئها إنتاج طائرات مقاتلة محلية.

ستحصل شركة "جنرال إلكتريك" على الضوء الأخضر لإنتاج محرّكاتها من طراز "إف414" بشكل مشترك مع شركة "هندوستان إيرونوتيكس" للصناعات الجوية التابعة للدولة الهندية.

وذكر مسؤول أمريكي، أن الهند ستشتري أيضا مسيّرات مسلحة عالية الدقة من طراز "إم كيو-9بي سي غارديانز"، علما بأن الهند نفذت عام 2019 ضربة جوية غير مسبوقة في الأراضي الباكستانية استهدفت ما قالت إنه معسكر لمجموعات متطرفة.

تأمل واشنطن بأن يساعد تعزيز العلاقة الدفاعية في التخفيف من اعتماد الهند على روسيا، أهم مزوّد للمعدات العسكرية لنيودلهي خلال الحرب الباردة.

في هذا الصدد، أعرب مودي وبايدن في بيان مشترك عن دعم "وحدة أراضي" أوكرانيا.

وتغاضت إدارة بايدن إلى حد بعيد عن رفض الهند الانضمام إلى العقوبات الغربية على روسيا وشرائها النفط الروسي بسعر مخفّض، مركزة على تحالفها مع نيودلهي لمواجهة تحدي الصين وخطر الإسلام المتطرف.

وفي اتفاق آخر، ستستثمر شركة تصنيع أشباه الموصلات الأمريكية العملاقة "ميكرون" 800 مليون دولار في محطة لتجميع واختبار أشباه الموصلات في الهند، يُتوقع أن تصل قيمتها إلى 2,75 مليار دولار.

تتطلّع الولايات المتحدة إلى وقف تدفق الرقائق الأكثر تطورا إلى الصين، خشية أن تهيمن الدولة الشيوعية على الجيل التالي من التكنولوجيا، رغم أن "ميكرون" أعلنت مؤخرا استثمارا بقيمة 600 مليون دولار في الصين.

كما اتفقت الولايات المتحدة والهند على إنهاء ستة نزاعات أمام منظمة التجارة العالمية وتوسيع التعاون في مجال الفضاء، مع انضمام الهند إلى مبادرة تقودها الولايات المتحدة لإجراء رحلة أخرى مأهولة إلى القمر بحلول عام 2025.