بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 21/03/2023 - 23:30
إيمانويل ماكرون في وزارة الخارجية بباريس، 16 مارس 2023. - حقوق النشر Michel Euler/AP.
سيتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الفرنسيين الأربعاء في مقابلة تلفزيونية مباشرة بشأن التوترات الاجتماعية والسياسية الناجمة عن إصلاح نظام التقاعد، غير أنه لا يعتزم اتخاذ أي قرار جذري يُخرج البلد من الأزمة التي يشهدها.
وأشار مشاركون في اجتماع للمعسكر الرئاسي في القصر الرئاسي صباح الثلاثاء إلى أن ماكرون لا يعتزم حلّ البرلمان أو إجراء تعديل وزاري واستفتاء على إصلاح النظام التقاعدي، غير أنه طلب منهم تقديم "مقترحات" بهدف "تغيير النهج وأجندة الإصلاحات".
وفي لقاء مباشر الأربعاء، سيتحدث ماكرون إلى قناتي TF1 و France 2 عند الساعة 13,00 بشأن التوترات الاجتماعية والسياسية الناجمة عن إصلاح نظام التقاعد، بحسب الرئاسة الفرنسية.
سيتوجه ماكرون إلى الفرنسيين الأربعاء من أجل "تهدئتهم"، إذ إنه "يُدرك جيدًا ماهية الاضطرابات"، لكن "بدون أن يتسرّع"، حسبما قال أحد المشاركين في اجتماع المعسكر الرئاسي في الإليزيه الثلاثاء.
"النضال مستمر"
ومساء الإثنين، قام متظاهرون بقلب وحرق حاويات القمامة ونصب المتاريس وإلقاء المقذوفات على الشرطة خلال احتجاجات خرجت بشكل عفوي في جميع أنحاء فرنسا.
وتكررت مشاهد التوتر هذه في العديد من المدن الكبيرة، مثل ليون ونانت ورين وحتى في ستراسبورغ التي تظاهر فيها نحو ألفي شخص، بحسب البلدية.
اعتُمد القانون الاثنين استناداً إلى المادة 49.3 من الدستور التي تسمح بتمرير مشروع من دون تصويت ما لم يؤدِّ اقتراحٌ بحجب الثقة إلى الإطاحة بالحكومة. وينص القانون خصوصًا على رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاماً.
ولكن سقطت مذكرة حجب الثقة التي قدمتها كتلة "إليوت" التي تضم عدة أحزاب بفارق تسعة أصوات فقط. وهذا لم يسهم بتخفيف الضغط عن الحكومة، بل على العكس.
ومساء الاثنين، قالت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن التي دعيت إلى الإليزيه مع عدد من أعضاء الحكومة وقادة الأغلبية "أنا عازمة على الاستمرار في تحقيق التحولات اللازمة لبلدنا".
من جهتها، قررت بلدية باريس تفعيل "خلية أزمة"، غداة ليلة خامسة من التظاهرات العفوية ضد إصلاح نظام التقاعد في باريس حيث 9300 طن من القمامة على الأرصفة.
وهتف جميع قادة تحالف الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد قائلين إن "القتال مستمر".
ويستندون بذلك إلى الطعون المقدمة إلى المجلس الدستوري وقدموا طلبًا لإجراء استفتاء حول المبادرة المشتركة والذي يتعين على المجلس الدستوري النظر في قبوله.
وبانتظار ذلك، أعلنت إليزابيت بورن مساء الاثنين أنها ستقدم "مباشرة" إلى المجلس الدستوري طلباً لدرس النص "بأسرع وقت ممكن".
يدعو معارضو الإصلاح أيضا إلى مواصلة التعبئة في الشارع.
"لا شيء يقوض تصميم العمال"
بالإضافة إلى الإضراب المتجدد لجامعي القمامة في العديد من المدن، تعطلت حركة المرور على الطرق صباح الثلاثاء في بريتاني بسبب قطع طرقات وقطع الوصول إلى محطة بوجي للطاقة النووية (شرق).
ولا تزال عدة مصاف مغلقة. لكن الحكومة أخلت ميناء دونج النفطي (الغرب) ليل الاثنين والثلاثاء وأعلنت عن توقيف عدد من العاملين في فوس-سور-مير (جنوب). نفدت نحو 8% من محطات الوقود في فرنسا من الوقود أو من الديزل.
ووعد الاتحاد العمالي العام الثلاثاء بـ"قطع مستهدف للوصول إلى الوقود"، مضيفًا "لا شيء يقوض تصميم العمال".
وندد جان-لوك ميلانشون بالتوقيفات "التعسفية". وكتب زعيم حزب "فرنسا الأبية" في تغريدة "الليلة، تم توقيف عشرات الأشخاص المسالمين بشكل عنيف وتعسفي"، بينهم ناشطان من الحزب.
واضاف "نطالب بالتوقف فورا عن الاعتقالات والافراج عن الموقوفين".
طيلة يوم الاثنين، تمثل الغضب في تجمعات جديدة واعتصامات واغلاق طرق وتعطيل المواصلات، وحتى نفاد الوقود من المحطات لأول مرة منذ بداية التحركات المطلبية