في دبي..نظرة على أكبر منشأة لتحويل النفايات إلى طاقة في العالم

منذ 5 أشهر 96

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  من الصعب تخيّل أن عبوة طعام فارغة، أو قشرة موزة، أو حتى كرة قدم مفرغة من الهواء يمكن أن تساهم في إمداد منزلك بالطاقة. ومع ذلك، تتمتع نحو نصف كمية النفايات المهملة في دبي بدور في توليد الطاقة المنزلية، 

وينتهي المطاف بغالبيتها في مصنع يديره مركز "ورسان" لمعالجة النفايات.

وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة تيم كلارك، أن "حوالي 45% من إجمالي نفايات دبي تأتي إلى هذه المنشأة".

ومن المقرر، أن تستخدم محطة "ورسان"، التي دُشنت في شهر مارس/ آذار، مليوني طن متري من النفايات سنويًا لإنتاج الكهرباء، وهو ما يكفي لتزويد نحو 135 ألف منزل بالطاقة، وفقًا لما ذكرته الشركة.

وينتهي نحو 13% من جميع النفايات الحضرية في جميع أنحاء العالم بمنشأة من هذا النوع، وفقًا لما ذكره برنامج الأمم المتحدة للبيئة. 

ويتم اعتماد هذه الطريقة في معالجة النفايات على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا، وفي دول مثل اليابان، والصين، والولايات المتحدة. ومع ذلك، يتميز المصنع الموجود في دبي بنطاقه الواسع.

وقال كلارك: "إنها أكبر منشأة من نوعها في العالم"، مضيفًا: "نحن نعمل بكفاءة تبلغ حوالي 34% لإنتاج الكهرباء، ما يُعد أعلى بكثير مما هو متوقع عادةً من محطات تحويل النفايات إلى طاقة، ويعود ذلك جزئيًا إلى أنه بهذا النطاق يمكننا العمل في درجات حرارة أعلى ومستويات ضغط أعلى".

أهمية النفايات

تتضمن عملية تحويل النفايات إلى طاقة ثلاث خطوات تتمثل بحرق النفايات، واستخدام الحرارة لتوليد البخار، وتوجيه البخار لتشغيل التوربين الذي يولّد الكهرباء.

وقد استخدمت هذه العملية لأكثر من 100 عام، لكن المرافق الحديثة لديها سيطرة أكبر بكثير على الملوثات المنبعثة أثناء عملية حرق النفايات.

وتسمح معالجة غاز المداخن للمحطة بتصفية المواد السامة ومنعها من الانتشار في الهواء.

وأوضح كلارك: "نقوم بحقن الكواشف في [المفاعل] لإزالة جميع العناصر الضارة مثل المعادن الثقيلة ومكونات الكبريت، وتقوم هذه الكواشف بحبس الجزيئات التي يتم التخلّص منها".

ومع ذلك، لا تتم تصفية جميع الملوثات. وعلى سبيل المثال، يتم إطلاق ثاني أكسيد الكربون المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري في الهواء. ومع ذلك، بما أن المحطة تنتج الطاقة، لتحل محل حرق الوقود الأحفوري، فإن شركة ورسان لإدارة النفايات تعتقد أن النتيجة الإجمالية إيجابية.

وأشار كلارك إلى أن "الشركة تُصدر ثاني أكسيد الكربون، ولكنها أيضًا تولّد 200 ميغاوات من الكهرباء بدون الحاجة إلى إنتاجها من مصادر الوقود الأحفوري، أي الغاز بشكل أساسي في دولة الإمارات العربية المتحدة"، مضيفًا: "لذلك [نحن] نوفر حوالي 1.5 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا".

وتنفذ المنشأت مثل تلك الموجودة في دبي أيضًا بعض الخطوات الإضافية لتحقيق أقصى قدر من استخراج الموارد. وعلى سبيل المثال، تُفصل المعادن لإعادة تدويرها، وتُجمع جبال الرماد الناتجة عن حرق القمامة، ويُعاد استخدامها في عملية بناء الطرق.

وذكر كلارك أنه من بين 5،500 طن من النفايات التي تتلقاها المنشأة يوميًا، يبقى فقط 200 طن من المخلّفات التي لا يمكن إعادة استخدامها بعد المعالجة.

الحاجة إلى إعادة التدوير

وتعمل محطات تحويل النفايات إلى طاقة كبديل لمواقع ردم النفايات، التي تساهم بحوالي نسبة 11% من انبعاثات غاز الميثان العالمية.

من جهته، أوضح بريان ستالي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحوث والتعليم البيئي غير الربحية ومقرها الولايات المتحدة أنه "إذا كنا نضع المزيد من النفايات على مستوى العالم في مكبات النفايات المفتوحة، فإننا ننتج غاز الميثان الذي لا يمكن إدارته. ومن ثم فإن غاز الميثان يشكل تحديًا كبيرًا للانبعاثات"، مضيفًا: "يكمن الحل بأن يؤدي تحويل النفايات إلى طاقة لتوليد انبعاثات أقل مقارنة بمكبات النفايات".

لكن، رأت بعض المجموعات البيئية، مثل منظمة "Zero Waste Europe،" أن حرق النفايات لتوليد الكهرباء لا يشجع الجهود الرامية إلى خفض النفايات، والمبادرات الرامية إلى زيادة إعادة التدوير.

ووفقاً لوثيقة أصدرتها الحكومة العام الماضي، تقوم دولة الإمارات بإعادة تدوير 20% من نفاياتها المعالجة، لكنها تأمل في زيادة هذه النسبة إلى 90% بحلول عام 2050.

وأكدّ ستالي على الحاجة إلى إعادة التدوير، باعتبارها الحل الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة ومعالجة النفايات بطريقة صديقة للبيئة.