يشتكي أصحاب المبادرات الخيرية للإطعام في السودان من الخطر الذي يلاحقهم طيلة 17 شهرًا من الحرب. فبحسب تقرير نشرته "رويترز"، أصبح من الصعب على المتطوعين، في البلد الذي يعاني من المجاعة، الاستمرار في تقديم المساعدات نتيجة الاستهدافات التي تطالهم.
ويشير تقرير "رويترز"، الذي تحدثت فيه إلى 24 متطوعًا في مجال الإطعام، إلى أن العديد من المبادرين قد فروا من المطابخ تحت تهديدات بالاعتقال أو التعنيف والقتل.
وقد توقفت تلك المراكز الخيرية عن تقديم الوجبات لأسابيع في بعض الأحيان، وذلك بسبب "سرقة قوات الدعم السريع لتمويلات الإغاثات الدولية".
وقالت "رويترز" إن العديد من المتطوعين الذين جرى التواصل معهم فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم بسبب الخوف من أن تلاحقهم قوات الدعم السريع. لكن أحدهم، وهو متطوع في مدينة بحري في الخرطوم، قال إن القوات سرقت الهاتف الذي كان يستخدمه لتلقي التبرعات عبر تطبيق مصرفي، بالإضافة إلى 3 ملايين جنيه سوداني (1200 دولار) نقدًا مخصصة للطعام في يونيو/حزيران.
وبحسب المتطوع، تعرض أحد المطابخ للاعتداء خمس مرات خلال العام. حيث يروي أن القوات اقتحمت المطبخ ليلاً، وسرقت أكياسًا من الطعام، ثم قامت بتقييد المشرف عليه وتعذيبه حتى أفصح عن الجهة التي تمول المبادرة.
ويذكر المشرفون على المطابخ ل"رويترز" أنهم تعرضوا لـ 25 حادثة اعتداء استهدفت مطابخهم وتم احتجاز ما لا يقل عن 52 شخصًا، كما قال المتطوعون أن ثلاثة منهم قتلوا على الأقل في هجمات مسلحة، بما في ذلك واحد قُتل برصاص قوات الدعم السريع في حي الشجرة بالخرطوم في سبتمبر/ أيلول الماضي.