في تحدٍ للمحرمات.. رجل دين إيراني يفتح ملجأ لإيواء كلاب وقطط الشوارع ومعالجتها

منذ 1 سنة 115

في هذه الأيام، من النادر أن يثير رجل دين مُعمم في إيران اهتمام عدد كبير من المتابعين المعجبين من الشباب على إنستغرام، لكن السيد مهدي طبطبائي فعل ذلك من خلال إنقاذ كلاب الشوارع في تحدٍ للمحرمات المحلية.

ويتابع أكثر من 80 ألف شخص بانتظام ما ينشره طبطبائي من قصص مُفجعة عن كلاب تعرضت للإساءة والإهمال قبل أن يعالجها.

ويطلب رجل الدين الإيراني من معجبيه الشباب مساعدته قدر الإمكان، حيث يعرب هؤلاء عن إعجابهم بما يقوم به عبر تعليقات ومشاركات إيجابية.

وتعتبر أغلب المذاهب الإسلامية أن الكلاب "نجسة" ولا يجوز تربيتها داخل البيوت، وأنما تستخدم للحراسة والصيد مثلًا. لكن وعلى الرغم من أن التعاليم الدينية الإسلامية تمنع استخدام العنف ضد الحيوانات، إلا أن ممارسات مختلفة من العنف تمارس ضد هذه الحيوانات.

لكن هذا لم يمنع طبطبائي من فتح ملجأ في مدينة قم، موطن العديد من المدارس والأضرحة الدينية الكبرى للطائفة الشيعية، حيث يأخذ كلاب الشوارع ليعالجها، وليكون واحدًا من المدافعين الأكثر تفردًا عن حقوق هذه المخلوقات، في مجتمع يضع علامات استفهام عديدة عن دور رجل الدين في محيطه.

في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يُقدم الناس الطعام والماء للقطط الضالة، التي غالباً ما تتجول بأمان داخل المباني العامة وخارجها.

لكن في إيران ودول أخرى، يتجنب الناس الكلاب وتقوم السلطات المحلية بإطلاق النار عليها بشكل دوري وتسميمها.

سد الفجوة

تعتبر المؤسسة الدينية الإيرانية، التي حكمت البلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979، أن الكلاب "نجسة"، مانعة الاحتفاظ بها وتربيتها. ورغم ذلك، يتجاهل العديد من الإيرانيين الشباب مثل هذه الدعوات.

ويسعى طبطبائي، الذي يرتدي عمامة شيعية سوداء تشير إلى أنه من نسل النبي محمد، يحاول سد الفجوة التي خلقها المجتمع لأمثاله.

ويقول: "يبدو أن رؤية شخصية دينية تقوم بهذه الأشياء، أمر غريب بالنسبة لهم. ويبدو أيضاً أن مقاطع الفيديو الخاصة بي تترك انطباعاً جيداً لدى بعض الأشخاص. يقولون إنها تُشعرهم باللطف والسلام والصداقة".

بعد اكتساب طبطبائي شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أمرت محكمة دينية رجل الدين بخلع ملابسه الخاصة عام 2021، وارتداء أخرى لا تشير إلى أي مهمة دينية.

يرتدي طبطبائي هذه الأيام ملابس عادية أثناء رعاية الكلاب وتنظيف بيوتها في باماك بارادايس، الملجأ الذي أنشأه قبل عامين.

ويقول: "نستقبل كلاباً معاقة لا يمكنها البقاء على قيد الحياة في البرية ونواجه صعوبة في العثور على منازل تبني لها".

رفع العقوبات عن الحيوانات

اعتمد طبطبائي على تبرعات محبي الحيوانات في إيران وخارجها، ويشير إلى وجود صعوبة في الحصول على أموال  لمثل هذه الأغراض، حيث شددت الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية بسبب برنامج إيران النووي، ما جعل النظام المصرفي في البلاد معزولًا تماماً.

ويقول:" أناشد الحكومات الغربية، لا سيما الحكومة الأمريكية وغيرها من الدول القادرة على التأثير في رفع العقوبات، النظر في استثناءات لمنظمات تشارك في المساعي الإنسانية والسلمية".

ويأمل أيضاً في التغيير داخل إيران، على وجه التحديد، ورفع الحظر المفروض على مرافقة الكلاب في الحدائق.

ويضيف: "على أصحاب الحيوانات الأليفة مرافقة كلابهم وغيرها من الحيوانات الأليفة للتنزه. لكن للأسف، ما زلنا لا نملك قوانين لحماية حقوق الحيوان، ولا توجد لوائح معمول بها لمنع القسوة على الحيوانات.”

أعرب العديد من الإيرانيين، وخاصة الشباب، عن إحباطهم من حكم رجال الدين على مر السنين، في موجات من الاحتجاجات وأعمال تحد صغيرة.

وخلال الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد في الخريف الماضي، بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق في البلاد، نشر الإيرانيون مقاطع فيديو على الإنترنت تظهر شباباً يتسللون خلف رجال دين ويرفعون عمامتهم عن رؤوسهم قبل الهروب.

لكن على الرغم من التوترات الأخيرة، لا يزال طبطبائي شخصية محبوبة بالنسبة للكثيرين.