في بلوشستان أكثر المناطق هشاشة وفقراً في باكستان.. صعوبات تواجه مندوبي إحصاء التعداد السكاني

منذ 1 سنة 134

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 31/03/2023 - 18:00

مندوبو إحصاء التعداد السكاني في غرب باكستان

مندوبو إحصاء التعداد السكاني في غرب باكستان   -  Copyright  أ ف ب

يتنقل مندوبو إحصاء التعداد السكاني في غرب باكستان على الجمال لجمع البيانات الديمغرافية مثل العمر والجنس للقبائل التي اختار أفرادها العيش في بقع نائية في غرب البلاد. 

تأتي هذه الخطوة في وقت تسابق فيه السلطات الباكستانية الزمن للانتهاء من إحصاء جمع بيانات ديموغرافية قبل الانتخابات التشريعية المرتقبة بحلول أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وبعيدا عن الطرقات الوعرة وصعوبة الوصول إلى مقاطعة بلوشستان الوسطى، التي تعد إحدى أكثر المناطق هشاشة وفقراً في باكستان، يعيش 15 فردا من البدو الرحل في خمسة أكواخ مصنوعة بالكامل من القصب، وهم ثلاث عائلات ترعى الماعز والأغنام.

ويقول المشرف على التعداد السكانى فراز أحمد "نسير على الجمال لساعات، وعلينا حتى البقاء في الجبال والعيش بين الناس الذين نحصي أعدادهم، لأيام".

وعلى عكس المدن والبلدات الأخرى، حيث يتجول العمال القائمين على عملية الإحصاء على دراجات نارية، ويطرقون الأبواب جميعها في مختلف أنحاء البلاد ويصلون إلى المنازل والأفراد لتسجيل أعدادها بسهولة، تعتبر العملية في بلوشستان أكثر صعوبة.

يقول باندو خان، وهو من البلوش، الأقليات التي تسكن هذه المنطقة، إن "العمال القائمين على عملية الإحصاء موجودين هنا لإجراء المسح.. لا نعرف حقًا ما هي مزايا أو عيوب هذا التعداد، لكننا لا نشعر بالتهديد جراء هذه العملية". 

بدوره، قال نهالان خان، "يجري التعداد ولا أدري ما هي فوائده أو حتى الخسائر المترتبة عنه... لدي خمسة أطفال. يكسب اثنان أو ثلاثة من أبنائي أحيانًا الخبز أوالزبدة من العمل.. لا توجد مدرسة في مانجرا، ولا يمكننا الوصول إلى المدارس البعيدة". 

واعتبر محمد جنيد، مسؤول مشارك في إحصاء سكان المنطقة: "إنها منطقة جبلية، ولا يمكن لأي وسيلة نقل المرور من هنا، لذا نحن نتنقل على الجمال لعبور التضاريس الوعرة".

وأوضح فراز أحمد، أن "هذه المنطقة نائية، وهناك نقص في الوعي لدى الناس حول التعداد السكاني، إنهم يجهلون ما هي فوائده أو عيوبه".

في العام 2017، بدات باكستان أول تعداد سكان منذ ما يقرب من عقدين لجمع البيانات الديموغرافية، وعدد سكانها يتجاوز 220 مليون نسمة بحسب آخر الأرقام. 

وكانت المرة الأخيرة التي أجرت فيها الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا إحصاء لعدد سكانها في عام 1998، وبلغ عدد سكانها وقتها نحو 180 مليونًا. 

وتعتبر بلوشستان أكبر مقاطعة في باكستان وأقلها اكتظاظًا بالسكان، وهي غنية بالموارد الطبيعية مثل الغاز الطبيعي، النفط، الفحم، النحاس، والذهب، لكنها  أقل محافظة نموا ويعتبر سكانها من أفقر أهالي باكستان ويشكون من التهميش ومن نهب مواردها الطبيعية.

وتشهد منذ فترة طويلة أعمال عنف على خلفية نزاعات عرقية وطائفية وانفصالية.

وتدور التوترات في بلوشستان بشكل خاص حول مواقع البناء الرئيسية للممر الاقتصادي بين الصين وباكستان والذي ستنفق الصين لإنجازه أكثر من 50 مليار دولار (42 مليار يورو)، على أن يكون شريانه الأساسي ميناء المياه العميقة في غوادر.

وتتعرض الشرطة باستمرار لهجمات تنفذها حركات متمردة محلية أو حركة طالبان الباكستانية. 

وتواجه باكستان منذ أشهر وخصوصاً منذ تولي حركة طالبان السلطة في كابول في آب/أغسطس 2021 تدهوراً أمنياً، لاسيما في المناطق الحدودية مع أفغانستان.

ويتحرك مندوبو إحصاء التعداد السكاني في البلاد بين بين جنود مدججين بالأسلحة وسترات خضراء تحسبا لأي هجوم محتمل من حركة طالبان، الفرع المحلي. 

أطلقت باكستان منذ بداية مارس/آذار، إحصاء رقميا كان من المقرر أن يستمر لمدة شهر، وتم نشر عناصر من القوى الأمنية إلى جانب أكثر من 120 ألف موظف كلفوا بالتعداد.