♦ الملخص:
فتاة عشرينية منقبة، يتقدم إليها شباب غير ملتزمين، وهي لا تدري أترفضهم أم تقبل بهم؛ حتى لا يفوتها قطار الزواج، وتسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
أنا فتاةٌ متدينةٌ منتقبةٌ، في أوائل العشرينيات، الشباب الذين يتقدمون لخطبتي غير ملتزمين، وأنا في حيرة من أمري، أخشى الموافقة، وأخشى أن أنتظر، فلا يتقدم إليَّ أحد بعد ذلك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص مشكلتكِ هو:
١- أنكِ فتاة في العشرين من عمركِ ومستقيمة ومنتقبة، وترغبين في زوج مستقيم مثلكِ، ولكن لا يتقدم إليكِ إلا مَن هم دون ذلك.
٢- وتسألين: هل تنتظرين تقدم شاب مستقيم، أم تقبلين بمن يتقدمون لكِ خشية من عدم تقدم شاب مستقيم لكِ، ومن ثَمَّ فوات قطار الزواج عليكِ، فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: موضوعكِ حساس جدًّا، وتتجاذبه اعتبارات عديدة، ونظرًا لأنكِ استشرتِ، والمستشار مؤتمن، فلا بد من الصدق معكِ، فأقول: انظري في حال هؤلاء المتقدمين، هل هم محافظون على الواجبات الشرعية، خاصة الصلاة في أوقاتها بالمساجد؟ وهل أخلاقهم مرضية؟ وهل يذكرهم الناس بالخير؟ وهل هم مجتنبون للسفاسف؟ وهل عندهم استعداد للقبول باستقامتكِ وبحشمتكِ؟ فإن كان كذلك، فاستخيري فيمن يتقدم منهم.
ثانيًا: تخوفكِ من فوات قطار الزواج وأنتِ في العشرين قد يبدو مبالغًا فيه، ولكن لعله بسبب ما سمعتِهِ مما حصل لمن ترددنَ في الزواج، ثم تركَهُنَّ الخُطَّاب.
ثالثًا: لا شك أن التوافق بين الزوجين في الاستقامة والأفكار أدعى للوئام بينهما، وأن الاختلاف بين الزوجين في هذه الأمور قد يسبب بعض المشاكل.
رابعًا: ألْمَح تخوفًا لديكِ من الزواج من غير المستقيم تمامًا، ولا أستطيع تجاوز هذه التخوفات؛ وذلك نظرًا لضعف المرأة ولانسياقها مع العاطفة، فإن الغالب هو تأثُّر المرأة بضَعف زوجها في الاستقامة، وضَعف محافظته على الواجبات الشرعية، وتساهُله بمقارفة بعض المعاصي، فتصبح شيئًا مألوفًا لديها، بل قد تضعُف هي وتنساق معه للتفلُّت من الالتزامات الشرعية، وهذا قد حصل كثيرًا.
خامسًا: وهناكِ ما يُخشى منه، وهو أن تبقي قلقة تندبين حظَّكِ؛ حيث لم تجدي من يعينكِ على الثبات على الاستقامة، وعلى تقويتها، خاصة عند مقارنة حالكِ بحال قريباتكِ وصديقاتكِ اللاتي وجدن أزواجًا مستقيمين.
سادسًا: وللحيثيات السابقة ولِما يكتنف موضوعكِ من أمور متعارضة، ولِما يُخشى من فوات الزواج، أو الزواج من زوج لا تسعدين معه، أو تفقدين معه مقومات الحياة الزوجية السعيدة؛ وهي: السكن والمودة، والرحمة والاستعفاف - فإني أُوصيكِ بالتحري الجاد عن دين المتقدم، وعن أخلاقه، فإن كان مرضيًا دينًا وخُلُقًا، فاستخيري الله سبحانه، ثم توكلي عليه؛ واعملي بالحديث الآتي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا خُطب إليكم مَن ترضَون دينه وخُلُقه فزوجوه، إلا تفعلوا، تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض))؛ [رواه الترمذي].
حفِظكِ الله، ودلكِ على ما فيه الخير لكِ، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.