فشلت مبادرة أوروبية الإثنين في حلّ خلاف كبير قائم بين صربيا وكوسوفو على خلفية لوحات تسجيل السيارات، في إخفاق حمّلت بروكسل مسؤوليته كلا الطرفين. واستضاف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس الوزراء الكوسوفي ألبين كورتي في بروكسل، ضمن مساعيه لتذليل خلاف من شأنه أن يشعل فتيل أزمة إقليمية.
وبعد اللقاء قال بوريل إن على كلا الزعيمين مسؤولية "خفض التوتر" بشكل طارئ، وإن كلا الطرفين أبديا "تصرفا غير بنّاء" وعدم احترام لالتزاماتهم بالقوانين والأعراف الدولية. وتابع: "وهذا ينطبق بالأخص على كوسوفو. أعلم أنّ هذا الأمر يعطي مؤشرا سياسيا بالغ السلبية".
كوسوفو تريد تطبيع العلاقات
والإثنين شدّد فوتشيتش إثر الاجتماع على أن صربيا اتّخذت موقفا "بناء للغاية" ووافقت على نص تم تعديله "عشرات المرات". وتابع "لم نفعل سوى الإصرار على تطبيق الاتفاقات التي سبق أن تم توقيعها". لكن كورتي قال للصحافيين إن كوسوفو تطالب بمحادثات من أجل تطبيع العلاقات.
وتابع كورتي: "لا يمكن أن نكون عديمي المسؤولية وألا نعالج القضايا ذات الصلة وأن نلتقي بصفتنا قادة للدول للبحث فقط في لوحات السيارات من دون البحث في تطبيع العلاقات". وأضاف: "لذا نحن في الوضع الراهن".
وقال بوريل إنه سبق أن حض كوسوفو على تعليق تنفيذ قانونها المتعلّق بلوحات السيارات في "شمال كوسوفو"، في إشارة إلى منطقة ذات غالبية صربية. في المقابل طلب من بلغراد عدم إصدار لوحات صربية جديدة لسيارات من مدن كوسوفية، معتبرا أن من شأن هذه الخطوة أن تفسح المجال أمام استئناف الجهود الدبلوماسية.
وفي واشنطن، أعلنت الإدارة الأميركية أنّها "تشعر بخيبة أمل" لعدم التوصّل إلى اتّفاق، مناشدة رئيس وزراء كوسوفو السعي للتوصّل إلى "حلّ وسط عادل". والإثنين أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أنه بحث مع بوريل في المحادثات.
"خطر العنف قائم"
وقال على وسائل التواصل الاجتماعي إنّه "حان الوقت للتحلّي بالمسؤولية وللحلول البراغماتية. يجب تجنّب التصعيد". وشدّد المتحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو على أنّ التكتل يواصل البحث عن حلّ، لكنّه أضاف "لا يمكن إجراء مفاوضات أو تطبيع العلاقات وخطر العنف قائم".
ويُعدّ إعلان استقلال كوسوفو عام 2008 المصدر الرئيسي للتوتر بين الطرفين، علماً بأن بلغراد لا تعترف بكوسوفو وتشجّع الأقلية الصربية على التمسك بوفائها لصربيا. والسبت قرّر صرب شمال كوسوفو الاستقالة من عملهم في مؤسسات الحكومة في كوسوفو احتجاجا على تنفيذ قرار بريشتينا منع دخول السيارات التي تحمل لوحات تسجيل صربية.
ماذا تريد بريشتينا بالضبط؟
واتّخذت بريشتينا قرارا دخل حيّز التنفيذ في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، يُلزم عشرة آلاف من الأقلية العرقية الصربية كوسوفو الذين تحمل سياراتهم لوحات تسجيل تحمل دمغة صربية، استبدالها بلوحات جمهورية كوسوفو. وتسعى بريشتينا إلى إنجاز عملية استبدال اللوحات بحلول نيسان/أبريل. وتشتمل الخطة التدريجية على تحذيرات وغرامات وفي نهاية المطاف منع عبور السيارات المخالفة للتدبير. وأثار السجال القائم قلق الاتحاد الأوروبي الذي يقوم بوساطة في محادثات تطبيع العلاقات بين البلدين