يشن فريق الدفاع عن المفكر الإسلامي السويسري طارق رمضان، حملة مكثفة تستهدف مصداقية المرأة التي تتهمه بالاغتصاب والإكراه الجنسي أثناء ليلة قضياها معاً في غرفة فندق في جنيف.
دعت جهة الدفاع الأربعاء إلى تبرئة المفكر الإسلامي طارق رمضان، في اليوم الأخير من محاكمته بتهمة الاغتصاب، فيما طلب المدعي العام السجن له ثلاث سنوات نصفها مع النفاذ.
وقالت محاميته يائيل حياة أمام محكمة الجنايات في جنيف: "أسعى إلى شيء واحد ألا وهو إقناعكم بأن طارق رمضان بريء". أما محام المدّعية التي تتهم الباحث الإسلامي باغتصابها في جنيف خلال العام 2008، فندد بحصول عمل "وحشي وتعذيب" في إطار سعيه لاقناع القضاة بإدانة رمضان.
ويصدر الحكم في 24 أيار/مايو عند الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي (الساعة التاسعة ت غ). وينفي رمضان البالغ ستين عاماً، والذي يثير جدلا في أوروبا، أن يكون قد أقام علاقة جنسية مع المدعية ويفيد أنه ضحية "كمين".
وكانت المدعية السويسرية التي تقول إنها تعيش في ظل التهديد، وتستخدم اسم "بريجيت" المستعار، في الأربعين من العمر تقريباً عند حدوث الوقائع المفترضة قبل حوالى 15 عاماً.
وتؤكد "بريجيت" التي اعتنقت الدين الإسلامي، أن رمضان أخضعها لأفعال جنسية وحشية ترافقت مع الضرب والشتائم مساء 28 تشرين الأول/أكتوبر 2008 في غرفة فندق في جنيف. وتقدمت بشكوى في العام 2018.
وهي المرة الأولى التي يحاكم فيها رمضان بتهمة الاغتصاب لكنه قد يحاكم في قضايا مماثلة في باريس.
وخلال كلامه الأخير أمام المحكمة في جنيف، طلب رمضان من القضاة عدم الحكم عليه على "إيديولوجيته الحقيقية أو المفترضة" و"ألا يتأثروا بالضجيج الإعلامي والسياسي الصادر من فرنسا". وقال متوجها إليهم "انسوا أني طارق رمضان!".
"رمضانوفوبيا"
وأوضحت "بريجيت" الثلاثاء أنها قدمت شكوى بعد عشر سنوات على ما حدث بعدما تشجّعت بالشكاوى المرفوعة في فرنسا.
وخلال مرافعتها التي لم تحضرها المدعية، اتهمت محامية رمضان أولئك النساء بإقامة روابط فيما بينهن لإسقاط طارق رمضان متحدثة عن "رمضانوفوبيا" فعلية. ونددت بانحرافات حركة #مي تو، منبهة القضاة من خطر ارتكاب "خطأ قانوني".
وعدد محامي الدفاع الآخر غيريك كانونيكا النقاط "التي لا تصدق" في رواية المدعية والتي يجب أن "تفضي إلى استبعاد أي إدانة". وقال في ختام مرافعته "تطبيق القانوني يعني تبرئة طارق رمضان".
اغتصاب وإكراه جنسي
وتتفق جهتا الدفاع والإدعاء على أن رمضان والمدعية أمضيا الليلة معاً في غرفة فندق غادرته في الصباح الباكر، وأكد رمضان اليوم أنه لم يقل للمدعية إنه موجود في جنيف ليلة الوقائع المفترضة، مشدداً على أنها هي التي اقترحت احتساء فنجان قهوة وأتت إلى غرفته في الفندق دون دعوة.
وأقر رمضان أنه قبّلها قبل أن يضع حداً للعلاقة، إلا أن البيان الاتهامي يشير إلى أنه ارتكب "ثلاث عمليات اغتصاب" خلال الليلة نفسها، فضلاً عن "إكراه جنسي" كادت تختنق خلاله. وأكّد محامي المدعية الرئيسي روبير أسايل: "لقد قالت الحقيقة، هل يمكن اختلاق قصة مماثلة بكل هذه التفاصيل".
يحمل رمضان شهادة دكتوراه من جامعة جنيف حيث كتب أطروحة حول مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية حسن البنا جده لوالدته. وكان أستاذاً في الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، حتى تشرين الثاني/نوفمبر 2017 وأستاذا ضيفاً في جامعات عدة في المغرب وماليزيا واليابان وقطر.
ويتمتع رمضان بشعبية في أوساط الإسلام المحافظ، إلا أنه يثير جدلاً خصوصاً في صفوف دعاة العلمانية الذين يعتبرونه مناصراً للإسلام السياسي، وأكّد الاثنين أنه يعاني من التصلب اللويحي والاكتئاب.
في فرنسا يشتبه بارتكابه عمليات اغتصاب بين العامين 2009 و2016 استهدفت أربع نساء وهي قضية تسببت بسقوطه العام 2017.