غموض متزايد في قضية بريغوجين.. أين هو الآن وهل لا يزال مدعوماً؟

منذ 1 سنة 172

بريغوجين وعد هذا الأسبوع بانتصارات أخرى على الجبهة "في المستقبل القريب" وتحركت طائرته الخاصة بحرية من مينسك إلى سانت بطرسبرغ. في المقابل، اقتحم جهاز الأمن الفدرالي الروسي (FSB) منزله الفاخر.. فما الذي يجري؟

قال الرئيس البيلاروسي ألكساندر لوكاشينكو أمس الخميس إن زعيم مجموعة فاغنر شبه العسكرية الذي قاد تمرّداً ضدّ وزارة الدفاع الروسية في أواخر حزيران/ يونيو، ليس موجوداً على أراضي بلاده حالياً، مضيفاً أنه "في سانت بطرسبرغ حالياً". 

لوكاشينكو قال أيضاً خلال مؤتمر صحافي مع إعلاميين دوليين إن مقاتلي مجموعة فاغنر لا يزالون متمركزين في معسكراتهم شرق أوكرانيا، وإن عرضه لاستضافتهم في بيلاروس لا يزال مفتوحاً، ما أثار تكهنات عدّة بخصوص مستقبل بريغوجين والمجموعة نفسها. 

بريغوجين لا يزال مدعوماً؟

كان بريغوجين تراجع في اللحظة الأخيرة عمّا أطلق عليه اسم "مسيرة العدالة"، فأوقف قافلة عسكرية ضخمة لفاغنر انطلقت من أوكرانيا ومرّت بمدينة روستوف جنوباً، ثم توجّهت شمالاً نحو موسكو من أجل الإطاحة بعدوّه اللّدود وزير الدفاع سيرغي شويغو، وقائد الأركان فاليري غيراسيموف، اللذين يتهمها مؤسس فاغنر بالخيانة.  

وتدخل لوكاشينكو في الأزمة التي أدّت إلى مقتل طيّارين روس (15 طياراً وجندياً بالإجمال)، ونجح في طرح صفقة بموجبها يتم التوقف عن ملاحقة بريغوجين جنائياً مقابل نفيه إلى بيلاروس. 

  • كان الزعيم الذي يحكم مينسك منذ 1994 بيد من حديد قال أيضاً إن بوتين "لن يمسحَ بريغوجين لأنه ليس حاقداً ولا انتقامياً"، ما يوحي أنّ زعيم فاغنر قد لا يكون مهدداً بالفعل من أجهزة الاستخبارات الروسية
  • الرسالة نفسها أكّدها مسؤول دفاع روسي كبير وسابق لصحيفة الغارديان البريطانية، إذ قال إن "بريغوجين لا يبدو وكأنه خائف على حياته وهو لا يتصرف كفارّ" ما يعطي الانطباع بأنه لا يزال يتمتع ببعض الدعم في روسيا.
  • لكن هناك مراقبين آخرين، أحدهم غلين كارل وهو عميل سابق للاستخبارات الأمريكية، قالوا إن تحركات بريغوجين تشير إلى ضعف بوتين، وإن الرئيس الروسي غير قادر فعلاً على التعامل معه كما يرغب خصوصاً وأنه مدعوم من شخصيات كبيرة في هيكل السلطة الروسية.

غموض متزايد

هناك نقطتان أخريان تزيدان الغموض في هذا الملف: 

  • أولاً: لوكاشينكو بدا في كلمة الأمس غير متأكد أيضاً من مستقبل مجموعة فاغنر عملياً، إذ قال إنه سيتناقش في هذا الصدد مع بوتين قريباً لمعرفة ما إذا كانت المجموعة، أو جزء منها، ستتخذ من بيلاروس مقراً لها أو لا. 
  • ثانيًا: بريغوجين نفسه نشر هذا الأسبوع رسالة صوتية، هي الثانية منذ التمرّد الذي وضع روسيا على شفير حرب أهلية، شكر فيها مؤيدي فاغنر في روسيا ووعدهم "بانتصارات على الجبهة في المستقبل القريب".
  • ثالثًا: هذه التصريحات تعارض بوضوح إعلاناً سابقاً من مسؤول كبير في وزارة الدفاع الروسية، أكد فيه أن مجموعة فاغنر ستتوقف عن القتال في أوكرانيا كمجموعة مستقلة.

سفر من دون انقطاع

منذ التمرّد الفاشل، سافرت طائرة بريغوجين الخاصة أكثر من مرة من بيلاروس إلى سانت بطرسبرغ بحسب ما تظهره بيانات Flightradar24، ما أثار تكهنات حول الصفقة التي كان لوكاشينكو عرّابها، وحول مستقبل بريغوجين الذي فتشت قوات الأمن الروسية منزله الفاخر في سانت بطرسبرغ هذا الأسبوع. 

لكن على الرغم من سفره بحرية، فإن نشر فيديو التفتيش عبر وسائل إعلامية حكومية في روسيا، يوحي بأن الكرملين مستمر في حملته إعلامية، (وربما جنائية يُترك الإعلان عنها لوقت لاحق) لإضعاف بريغوجين وتدمير صورته في الأوساط الشعبية الروسية. 

وتعليقاً على مكان وجود بريغوجين، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن السلطات الروسية "لا ترغب في تعقبه كما أنها لا تمتلك القدرة اللازمة للقيام بذلك".