في تعليق على الأحداث الدامية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة خاصة، نشر الفنان المسرحي الألماني ديتر هاليرفوردن في صفحته على منصة فيسبوك شريطا يصور مشاهد آثار القصف الإسرائيلي، من دمار وقتل ومعاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، وأرفق المشاهد بقراءة لقصيدة عن غزة، كتبها المغني الألماني ديتر ديهيم.
أعرب هاليرفوردن عن رغبته في أن تخمد أصوات نيران الأسلحة، قائلا: "إن الفضائع عادة ما يكون لها تاريخ، ولا أحد يولد إرهابيًا".
ينادي هاليرفوردن عند مطلع القصيدة: "غزة.. غزة". ويظهر الممثل متوسطا الشاشة وفي الخلفية نرى القصف الحي وتدمير الأبراج السكنية، والفلسطينيون ينتشلون ضحاياهم من تحت الأنقاض، وآباء يرفعون أبناءهم، ويقول هاليرفوردن: "رجل يمسك بأصابعه لحيته هامسا.. ماذا فعلت هذه الأصابع الناعمة بالجنرال؟ ثم يرفع جثمان طفله الممزق إلى الله.. نحوالشمس والقمر".
ويظهر مشهد ثان عن برنامج حواري في قناة تلفزيونية ألمانية، حيث يتحاور ضيوف البرنامج، ولكن لا يبدو أن الوضع يهمهم في غزة، فيقول هالرفوردن: "والآن لدينا من لا يرحم أبدا.. فهل انصح هذا الأب بضبط النفس.. مثل ضيف في برنامج تلفزيوني، حتى لا يخطئ كلمة قد تفهم أنها معاداة للسامية؟".
وفي المشهد الموالي يظهر نواب البرلمان الألماني (البوندستاغ)، حيث الدعم الواسع للدولة العبرية، فينتقدهم هاليرفوردن قائلا: "لقد وعدوا جميعا بالولاء للفصل العنصري بدءا من الحكومة، وحتى حزب البديل لأجل ألمانيا.. يرسلون الذخائر مرة أخرى ويطلبون منهم استخدامها بهدوء".
يلي ذلك مشهد، فيه "يتم تهجير البشر الجوعى بواسطة الطائرات المسيرة مثل الماشية"، على حد تعبير الفنان الكوميدي، ثم تظهر مقبرة جماعية، فيعلق هاليرفوردن قائلا:"ستظل مقبرة الأطفال هذه كابوسا للأجيال المقبلة.. القوة المنبعثة من العجز لا يختارها أحد.. ولكن القوة التي تولد الوحوش من الحسابات الباردة فهي ملعونة..غزة.. غزة.. أغمض عيني أمام صرخة العاجز.. أمام أشلاء جسدك الممزق أسأل نفسي: "أليست هذه إبادة جماعية؟".
العمل الفني للممثل الألماني لم يكن ليعجب أوساطا إعلامية وقوى ضغط، شككت فيما قاله هاليرفوردن، فيما أثنى مستخدمون للإنترنت من الجمهور العربي على العمل الفني، إذ قالت رولا القواسمي: "إنك لم تسمع أو تقرأ شيئا أكثر جمالا من هذا الوصف"، من فنان المسرح الألماني، فيما تساءل آخرون: "أين الفنانين العرب والمسلمين؟".