غزة حيث يموت الناس عطشا ويبكي الرجال قهرا.. مأساة الفلسطيني اليومية في تأمين شربة ماء أو كسرة خبز

منذ 3 أشهر 38

لا يضمن أهالي غزة الحصول على قطرة مياه واحدة، رغم وقوفهم لساعات طويلة في الطوابير المتزاحمة. في الصور تظهر عيون الأطفال الشاخصة إلى مياه الشرب والطعام كئيبة ومقهورة، فالتقارير الأممية التي أثبتت ضحالة وتلوث الماء في غزة، لم تمنع إسرائيل من تحويل أغنى البلاد بالثروة المائية إلى صحراء قاحلة.

يوميًا يمثل الأطفال في خان يونس في طوابير طويلة للحصول على الطعام من مطابخ الجمعيات الخيرية التي تملء قدورهم بالماء والحساء، وهي إمدادات لا تلبي احتياجاتهم اليومية بعد تدمير الجيش الإسرائيلي آبار المياه في قطاع غزة ومنعه وصول المساعدات.

في حديثه مع وكالة "أسوشيتد برس" يقول النازح رفعت عبد الدايم "ابني صغير.. يقطع مسافة حوالي كيلومترين للوصول إلى مطبخ خيري للحصول على الطعام، أحيانًا يعود باكيًا ويداه فارغتان لأنه لم يحصل على دوره" مضيفًا:"هذا هو قهر الرجال".

وبعزل عن كون المياه غير كافية للمنطقة، وأن معاناة الحصول على 10 أو 20 لترًا لعائلة مكونة من 15 فردًا لا تكون دائمًا مضمونة، إلا أن التقارير الأممية أثبتت أن المياه غير صالحة للشرب وقد تسبب عدوى شلل الأطفال. وعلى الرغم من ذلك، يشرب أهل غزة هذه المياه "مرغمين"، حيث يقول عبد الدايم: "نشربها غصبًا عنا... لأننا نموت من العطش".

من جهتها تعبر النازحة من بيت لاهيا غالية حمودة عن أن الحياة "لا تطاق"، فالأطفال يعانون باستمرار من أمراض المسالك البولية، التي تسبب ارتفاع الحرارة وأوجاع البطن، تقول غالية: "الأمر صعب جدًا، نحن نصاب بالأمراض، لا ماء لدينا، ولا مطابخ سوى المطابخ الخيرية"، حتى أن أقصى طموح أطفال غزة أصبح أن لا يعودوا من الطوابير والمطابخ، فارغي اليدين.