غزة تترقب وقف النار: أمل بالعودة ولم شمل الأحبة وهدوء بلا أزيز الرصاص وهدير المدافع

منذ 4 ساعة 11

في قطاع غزة، حيث أرهقت الحرب المستمرة منذ 15 شهراً حياة السكان وأثقلت كاهلهم بالدمار والخسائر، عمّت مشاعر الفرح أرجاء المخيمات والشوارع. ومع تردد الأنباء حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بدأ السكان يتطلعون بأمل إلى لحظة استعادة الهدوء وعودة الحياة إلى طبيعتها.

أبدت إخلاص الكفارنة، وهي من النازحين الفلسطينيين، تفاؤلها بشأن وقف إطلاق النار المرتقب، قائلة: "في اليوم الأول من الهدنة، سنعيش فرحة أكبر، لن يكون هناك طائرات حربية أو غارات، وسيتمكن الناس أخيراً من النوم بسلام".

وأضافت: "نأمل أن يعود الجميع إلى منازلهم، وأن نلتقي بأحبائنا وعائلاتنا وأصدقائنا. إنها لحظة انتظرناها طويلاً، ومع قدوم يوم الأحد، ستتضاعف سعادتنا".

من جهته، أعرب هيثم إبراهيم، نازح آخر من مدينة غزة، عن شوقه للعودة إلى دياره ولمّ شمل العائلة. وقال: "كل شخص هنا في الشارع كان سعيداً بمجرد سماع هذه الأخبار. لقد عشنا ظروفا قاسية طوال سنة وثلاثة أشهر. محاولات التوصل إلى هدنة كانت دائماً تنهار، ولم نكن نصدق أن الأمور قد تنجح هذه المرة.

وتابع: "نتوق لرؤية أحبائنا، أشقائنا، أطفالنا، أحفادنا، وأصدقائنا. إنها لحظة طال انتظارها، ونأمل أن تتحقق قريباً".

الحياة اليومية وسط المأساة

في شوارع دير البلح، حيث يحتمي آلاف النازحين في خيام مؤقتة، عكست مشاهد الحياة اليومية واقعاً مريراً وظروفاً قاسية يعيشها النازحون. يسير الناس في ممرات ضيقة بين الخيام، رجل يغسل الملابس في وعاء صغير، وآخر يحمل دلواً فارغاً وزجاجة ماء، في محاولة لتلبية الاحتياجات الأساسية وسط شح الموارد. 

جميلة أبو عربية، البالغة من العمر 60 عاماً، تحدثت عن شعورها المتناقض بالأمل رغم فقدانها ابنها البالغ من العمر 38 عاماً قبل أسبوعين في غارة إسرائيلية.

وقالت: "يشعر المرء بسعادة غامرة عندما يعود إلى مكانه ويلتقي بأحبائه، حتى وإن فقد الكثير منهم. إنها سعادة تفوق الوصف أن تنتهي المآسي وتعود الحياة إلى طبيعتها".

وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية قد أوصى، يوم الجمعة، بالموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار، وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التوصل إلى اتفاق يهدف إلى إنهاء الحرب على غزة

ومن المقرر أن يُعرض الاتفاق على مجلس الوزراء بكامل هيئته للتصديق عليه، وإذا تمت الموافقة عليه، فمن المتوقع أن يبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار يوم الأحد، مع إطلاق سراح أول دفعة من الأسرى.