اجتاحت عاصفة ثلوج قطبية قوية ولايتي تكساس وأوكلاهوما محملة بالثلوج الكثيفة والجليد، لتواصل زحفها نحو ولايات الجنوب الأمريكي الأخرى، مما دفع الحكام لإعلان حالات الطوارئ وتعليق الدراسة في جميع أنحاء المنطقة. وأثّرت العاصفة على الملايين، مهددةً بتعطيل واسع النطاق في الحياة اليومية.
والبداية من ولاية أركنساس، حيث أمرت الحاكمة سارة ساندرز الحرس الوطني بمساعدة السائقين العالقين، بينما أُلغيت الدراسة يوم الجمعة في المدارس العامة لملايين الأطفال، من تكساس إلى جورجيا وحتى كارولينا الجنوبية. كانت التوقعات تشير إلى تساقط ثلوج كثيفة شمال أركنساس وأجزاء واسعة من تينيسي بارتفاع قد يصل إلى 22 سنتيمترًا.
أما في الولايات الواقعة جنوبًا وشرقًا مثل لويزيانا ومسيسيبي وألاباما، فقد حوّلت الأمطار المتجمدة الطرق إلى ممرات خطرة، بينما استمر تساقط الثلوج بكثافة على أجزاء من أوكلاهوما وتكساس قبل أن تصل العاصفة إلى أركنساس. وتسبب ذلك في تأخير أكثر من 4500 رحلة طيران وإلغاء 2000 رحلة أخرى يوم الخميس، مع توقع استمرار الفوضى يوم الجمعة.
قال سائق الشاحنات تشارلز دانيال، الذي كان يعبر طرقًا موحلة في وسط أوكلاهوما: "لم أشاهد حوادث، ولكن رأيت أشخاصًا عالقين يتزحلقون على الطرق. الناس بحاجة لتجنب القيادة". جاءت هذه التحذيرات في وقت سجلت العاصفة أرقامًا قياسية، متسببةً في ظروف غير مسبوقة امتدت تأثيراتها إلى جورجيا وكارولينا الشمالية والجنوبية.
أما في كارولينا الجنوبية، فقد كان الاستعداد للعاصفة الشتوية الأولى منذ ثلاث سنوات على قدم وساق، حيث عالجت السلطات الطرق الرئيسية بالملح، فيما أغلقت المدارس أبوابها في المناطق المتأثرة أو تحولت إلى التعلم عن بعد. في كارولينا الشمالية، أعلن الحاكم جوش شتاين حالة الطوارئ مع توقعات بتراكم الثلوج والجليد على الطرق.
وفي جورجيا، أعلن الحاكم بريان كيمب حالة الطوارئ حيث كانت النصف الشمالي من الولاية تستعد لمواجهة الثلوج والجليد. كما ألغت الأنظمة المدرسية عبر أتلانتا الكبرى وشمال جورجيا الدراسة التقليدية يوم الجمعة، محولة اليوم إلى تعليم عن بُعد لأكثر من مليون طالب.
وفي ولاية تينيسي، أغلق أكبر مقاطعة تعليمية، ممفيس-شيلبي، جميع المدارس يوم الجمعة مع توقع تساقط الثلوج بكثافة تصل إلى 20 سنتيمترًا. وقد تم توفير مراكز تدفئة في المدينة لاستقبال المحتاجين وسط هذه الظروف القاسية.
وفي تكساس، حث الحاكم غريغ أبوت السكان على تجنب القيادة إلا للضرورة القصوى، خاصة مع توافد أكثر من 75,000 مشجع إلى ملعب إي تي أتد تي (AT&T) في أرلينغتون لحضور بطولة كرة القدم الجامعية يوم الجمعة. التحديات التي فرضتها العاصفة لم تقتصر على الطرق فقط، بل أثرت أيضًا على المرافق والخدمات الأساسية في عدة ولايات.
وتسببت العاصفة بولاية فرجينيا في انقطاع المياه عن العاصمة ريتشموند، ما دفع السلطات لإصدار أمر بغلي المياه قبل استخدامها وتوزيع زجاجات المياه على السكان. لا تزال فرق الطوارئ تعمل على استعادة خدمات المياه في المدينة.
العاصفة الشتوية التي اجتاحت الجنوب الأمريكي لم تكن مجرد ظاهرة جوية عابرة، بل شكلت اختبارًا حقيقيًا للبنية التحتية والخدمات في المنطقة، وسط تحديات تواجهها الولايات المتحدة مع تقلبات الطقس المتزايدة.