بقلم: Clara Nabaa & يورونيوز
كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن قوات كوماندوز إسرائيلية قد تسلّلت إلى منشأة أمنية تابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا بإنزال جوي وصادرت ملفات ووثائق من المبنى مدمّرةً مبنى للبحوث العلمية.
بدورها، كتبت إيفا جي كولوريوتيس، المحللة السياسية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، عبر منصة إكس: "أكد لي مصدر أمني أن قوات خاصة من جيش الدفاع الإسرائيلي نفذت، مساء الخميس الماضي، عملية خاصة ضد منشأة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني، على بعد ستة كيلومترات جنوب غرب مدينة مصياف السورية".
وكشفت كولوريوتيس أن "العملية بدأت بغارة جوية استهدفت عدداً من الطرق المؤدية إلى المنشأة العسكرية، بالإضافة إلى مقر تابع للأمن العسكري السوري والنقاط الأمنية التابعة للمنشأة. بعد ذلك، تحركت مروحيات عسكرية إسرائيلية تحمل قوات خاصة إسرائيلية نحو المنشأة، مدعومة بمروحيات قتالية وطائرات بدون طيار، لمنع أي قوات تابعة لنظام الأسد من الوصول إلى المنطقة".
واستمرت العملية بحسب كولوريوتيس نحو ساعة، وتمكنت خلالها القوات الخاصة الإسرائيلية من دخول المنشأة، وسحب معدات ووثائق مهمة، وتلغيم المنشأة من الداخل، ومن ثم تدميرها والانسحاب تحت غطاء جوي عبر أحزمة نارية تحيط بالموقع، إلى منع أي تحركات جوية لطائرات الأسد الحربية.
وأكدت المحللة السياسية، أن المنشأة المستهدفة "تابعة مباشرة للحرس الثوري الإيراني وهي مسؤولة عن تطوير الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار وتوفر الدعم اللوجستي لحزب الله في لبنان. وتعمل المنشأة منذ أكثر من عشر سنوات وتعرضت لغارات جوية إسرائيلية العام الماضي".
وأشارت إلى أن هذه العملية تُعتبر تطوراً مهماً في المشهد المتصاعد مؤخراً في الشرق الأوسط، وقد يكون مؤشراً على اقتراب تصعيد جديد، سواء على الساحة السورية أو اللبنانية.
من جهتها، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن مصادر في المعارضة السورية قولهم إن عملية الإنزال الإسرائيلي تضمنت اشتباكاً مع مجموعة من الجنود وأسر شخصيتين إيرانيتين.
وقد شن الجيش الإسرائيلي، يوم الاثنين، قصفاً واسعاً على منطقة مصياف بريف حماة في سوريا، استهدف عدداً من المواقع العسكرية من اتجاه شمال غرب لبنان، كما قالت وزارة الدفاع السورية.
وأشار وزير الصحة في حكومة تسيير الأعمال حسن الغباش إلى أن القصف أدى إلى مقتل 18 شخصاً وإصابة 37 آخرين، ما رفع من جهوزية القطاع الصحي في محافظة حماة ومحيطها لتقديم الخدمات الطبية اللازمة للجرحى، وفقاً لوكالة الأنباء السورية "سانا".
في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان لاحقاً بأن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 27 شخصاً، مشيرةً إلى أن القصف الإسرائيلي استهدف مركز البحوث العلمية في مصياف ومواقع عسكرية أخرى على الطرقات المؤدية إليه، بالإضافة إلى عدد من المستودعات.
وقال المرصد، إن إسرائيل استخدمت خلال القصف عدداً من الطائرات المسيّرة إلى جانب الطيران الحربي، واتبعت أسلوب الضربات المزدوجة، ما تسبّب بارتفاع عدد القتلى.
واعتبر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن البلاد وشعبها ومقدراتها العسكرية ضحـية الصراع بين إسرائيل وإيران، مشيراً إلى أن الاستهدافات الإسرائيلية شملت 6 مراكز شنت عبر 3 هجـمات متتالية بـ 14 صاروخاً.
وأضاف: "لا يوجد سوري مخلص لوطنه يقبل بأن تستهدف إسرائيل الدفاعات الجوية السورية على سبيل المثال لأنها ملك للشعب السوري".
وقد أسفرت الاستهدافات الإسرائيلية في سوريا منذ مطلع العام 2024، عن مقتل 208 شخصاً وإصابة 142 آخرين، بالإضافة إلى تدمير نحو 139 هدفاً، بحسب المرصد.