إذا كانت أوكرانيا تمكنت فعلاً من إسقاط صواريخ كينجال، فستكون تلك ضربة موجعة للجيش الروسي وجهوده في تطوير أسلحة صاروخية من الجيل الجديد، لا يمكن اعتراضها.
قالت أوكرانيا أمس، الثلاثاء، إنها أسقطت ستة صواريخ فرط صوتية روسية من طراز كينجال [الخنجر]، أُطلقت على كييف في وقت مبكر من اليوم نفسه.
لكن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، نفى الخبر، وقال إن روسيا أطلقت فقط صاروخين من نوع كينجال خلال الهجوم الصاروخي الأخير، الذي استخدمت فيه صواريخ كروز أخرى من نوع كاليبر وطائرات مسيرة إيرانية من نوع شاهد.
بأي حال، إذا كانت أوكرانيا تمكنت فعلاً من إسقاط صواريخ كينجال، فستكون تلك ضربة موجعة للجيش الروسي، وجهوده في تطوير أسلحة صاروخية من الجيل الجديد، لا يمكن اعتراضها.
وقالت القيادة العسكرية الأوكرانية إنها أسقطت الصواريخ الروسية باستخدام بطاريات الدفاع الجوي باتريوت، أمريكية الصنع. فهل تستطيع منظومة باترويت حقاً القيام بذلك؟
ما هي منظومة باتريوت؟
هي حتماً منظومة الدفاع الجوي الأكثر تطوراً لدى الجيش الأمريكي. بدأ تطويرها منذ سبعينيات القرن الماضي من قبل شركة ريثيون تكنولوجيز وكانت تحمل اسماً آخر. وسلُّمت للجيش الأمريكي الذي وضعها في الخدمة عام 1984.
استخدمت تلك المنظومات في حروب عدّة أبرزها حرب الخليج الأولى والاجتياح الأمريكي للعراق في 2003 كما نُشرت بطاريات منها في السعودية وإسرائيل والكويت.
هل بإمكانها اعتراض صواريخ فرط صوتية؟
صُمّمت منظومة باتريوت وأرسلت إلى الميادين العسكرية في حقبة سبقت حقبة تطوير الأسلحة فرط الصوتية. ولم تتحدث ريثيون تكنولوجيز في أيّ يوم عن فعالية باتريوت ضدّ الصواريخ التي تطير بسرعة فرط صوتية (أكثر من سرعة الصوت بخمسة أضعاف على الأقل).
وفيما أعلن البنتاغون الأسبوع الماضي أن منظومة باتريوت أسقطت صاروخ كينجال روسي الصنع، من الصعب على يورونيوز التحقق من هذه الأخبار بطريقة مستقلة، وسط حرب إعلامية مستعرة بين موسكو والغرب. ومن الصعب أيضاً التحقق من أن الصاروخ الذي أسقطته المنظومة كان يحلق بسرعة فرط صوتية.
تقول روسيا إن صواريخ الكينجال التي تملكها قادرة على التحليق بسرعة 12.350 كيلومتراً في الساعة ولكن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية يقول إن وصف "فرط صوتي" الذي يستخدمه الجيش الروسي قد يكون مبالغاً به.
ويذكر المركز وكالة رويترز أن كل الصواريخ الباليستية قد تحلق بسرعة فرط صوتية خلال فترة معينة من طيرانها (أي فوق ماخ 5).
في إشارة إلى الأهمية العسكرية السرية القصوى لما حدث فجر الإثنين، وبعد متابعة الكثير من الفيديوهات التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، لم يظهر أي فيديو يوثق لحظة اعتراض صواريخ بوضوح، كما رأينا سابقاً مع القبة الحديدية في إسرائيل.
كيف تعمل منظومة باتريوت؟
تتألف منظومة باتريوت من عدّة قطع: رادار ومحطة تحكم ومنصة إطلاق ومولّد كهربائي وآليات دعم أخرى. وقدرة المنظومة على الدفاع الجوي [المدى مثلاً] تعتمد على نوع الصواريخ الموضوع في منصة الإطلاق إذ هناك عدة أنواع منها.
ومعروف أن هناك نوعين من الصواريخ:
- تقليدي يسمّى بالإنجليزية PAC-2 وهو مزوّد برأس حربي متفجر.
- نوع آخر يسمّى بالإنجليزية PAC-3 وهو يستخدم تكنولوجيا أكثر تطوراً
ولم تعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن نوع الصواريخ التي زوّدت بها المنظومات الدفاعية التي سلّمتها إلى أوكرانيا، ولكنّ وكالة رويترز ترجح أن تكون كييف حصلت على بعض الصواريخ من نوع PAC-3.
ويمكن لرادار المنظومة أن يحدد الأجسام الطائرة عن بعد 150 كيلومتراً بحسب ما أعلنته منظمة حلف شمال الأطلسي في 2015.
ما سعرها؟
يبلغ سعر بطارية باتريوت وحيدة صُنّعت حديثاً أكثر من مليار دولار. 400 مليون دولار بينها للنظام وأكثر من 690 مليون دولار للصواريخ المخصصة للاعتراض بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
ويمكن لمنظومة باتريوت أيضاً اعتراض الطائرات الإيرانية الانتخارية بحسب ما يقوله الجيش الأمريكي ولكن كييف لا تستخدمه لهذا الغرض خصوصاً وأن صواريخ الاعتراض مكلفة جداً مقارنة بالمسيّرات الرخيصة.
ما مدى استخدام منظومة باتريوت عالمياً؟
تقول شركة ريثيون تكنولوجيز إنها بنت أكثر من 240 منظومة وهي تستخدم حالياً في 18 دولة ومن ضمنها الولايات المتحدة. وكانت عدة دول في الشرق الأوسط طلبت شراء هذه المنظومات أو اشترتها.
وبحسب ريثيون تكنولوجيز اعترضت المنظومة أكثر من 150 صاروخاً باليستياً خلال مواجهات عسكرية، منذ 2015، في مناطق مختلفة حول العالم.